انتقد فريق “منسقو استجابة سوريا” زيارة مسؤول أممي رفيع المستوى لدمشق ولقائه ببشار اﻷسد، فيما تجاهل الشمال الغربي الذي تعرّض لمجزرة جراء القصف قبل الزيارة بيوم واحد.
وكان مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ قد وصل إلى دمشق يوم أمس اﻻثنين، بهدف “حشد الجهود لدعم مشاريع التعافي المبكر المرتبطة بعودة اللاجئين السوريين ومتطلباتها”.
وقال الفريق في بيان إن الأمم المتحدة تكافؤ روسيا وسلطة اﻷسد على المجازر التي قاموا بها يوم اﻷحد، في شمال غرب سوريا والتصعيد المستمر منذ نحو أسبوع على المنطقة.
وتساءل البيان عن سبب عدم قيام غريفيث بأية زيارة إلى مناطق الشمال السوري، مضيفاً: “هل بإمكانه الإقدام على تلك الخطوة أم سيكتفي بزيارة المناطق المحددة له فقط؟”.
ولفت الفريق إلى أن مناطق شمال غرب سوريا شهدت دخول أكثر من 135 وفد أممي خلال الفترة التي تلت الزلزال، ما يعني أنه “يمكن التجول بها والاطلاع على الوضع الإنساني في المنطقة وما سببته سلطة اﻷسد وروسيا خلال الأعوام السابقة”.
ووفقاً لوسائل إعلام موالية للأسد فإن بشار اﻷسد بحث مع غريفيث “إبقاء ملف اللاجئين في إطاره الإنساني والأخلاقي”، و”عدم تسييس ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”، على حدّ زعمه مدعياً أن “العودة السليمة للاجئين السوريين هي الهدف الأسمى؛ لكنها مرتبطة بتوفير متطلبات إعمار البنى المتضررة”.
وتجاهل الجانبان الأسباب اﻷساسية لعدم عودة اللاجئين من استمرار الاعتقالات والتصفية والتعذيب، وكانت الشبكة السورية لحقوق اﻹنسان قد وجّهت أمس رسالة إلى الجهات الراغبة في التطبيع مع اﻷسد وإعادة اللاجئين، مؤكدةً مقتل أكثر من 15 ألف سوري تحت التعذيب خلال العام اﻷخير فقط، وأن تلك الانتهاكات ما تزال مستمرة.
وبحسب مصادر إعلامية موالية فإن غريفيث عرض “خطة عمل اﻷمم المتحدة للمرحلة القادمة من أجل دعم مشاريع التعافي المبكر في سوريا، للمساعدة في تأمين الظروف المناسبة لعودة اللاجئين”.