كشف تقرير عن وقوع عشرات حاولات الانتحار في الشمال السوري، خلال اﻷشهر الماضية، وسط صعوبات مستمرة في الوضع المعيشي، خاصةً لدى النساء ثمّ اليافعين.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا”، في تقرير نشره اليوم الثلاثاء، إن عدد الحالات المسجلة منذ بداية العام الحالي وصل إلى 22 حالة؛ بينها 11 محاولة باءت بالفشل.
ويأتي ذلك مع اقتراب موعد عقد النسخة السابعة من مؤتمر بروكسل للمانحين، وهو ما انتقده الفريق في بيان نشره أمس اﻷول، مؤكداً على ضعف فاعلية جهود الاستجابة.
وبالرغم من تزايد معدلات الفقر وارتفاع اﻷسعار، تتناقص اﻹمدادات اﻹغاثية واﻹنسانية إلى الشمال السوري بشكل مستمر، مما يسبب انزلاق الكثير من اﻷسر لقاع العوز.
وتمّ تسجيل حالة انتحار جديدة في شمال غربي البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية مع محاولتين فاشلتين أيضاً، في ظلّ معاناة إنسانية وظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.
وشهدت المنطقة العام الماضي 88 حالة انتحار؛ منها 33 حالة فاشلة، بحسب التقرير نفسه، فيما “تشكل النساء الفئة الأكبر في أعداد تلك الحالات”.
وأَرجع الفريق ارتفاع نسبة النساء المنتحرات أو من حاولن الانتحار، إلى “عدم وجود من يساعدهنّ على تخطي الصعوبات التي يعانين منها”، باﻹضافة لليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم.
وناشد منسقوا الاستجابة المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري لمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم وإنهاء التهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية عنهم، والتوقف عن تخفيضها.
وتشكل حالة عدم الاستقرار، والتي تشهد تزايداً ملحوظاً في المنطقة نتيجة المتغيرات الكثيرة والدورية، عاملاً ضاغطاً على المدنيين يؤدي لتفاقم الظاهرة.
كما تبرز الحاجة – وفقاً للتقرير – إلى عمل المنظمات الإنسانية على تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل.
المخدرات سبب رئيسي
تنتشر المخدرات بشكلٍ لافت في الشمال السوري، حتى أصبحت ظاهرةً خلال اﻵونة اﻷخيرة، وخاصةً في ريف حلب، ويشير التقرير إلى علاقة الموضوع بظاهرة الانتحار.
وأكد الفريق على ضرورة إنشاء مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة، والتعاون مع الجهات المسيطرة بالإبلاغ عن مروجيها، وهو ما يشهد انتشاراً متزايداً.
وقد يدخل متعاطي المخدرات في حالة غياب كامل للوعي، يفقد خلالها القدرة على اتخاذ القرار أو منع نفسه من الانتحار، وهو ما يُعد سبباً رئيسياً في وقوع تلك الحوادث.