كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقريرٍ لها، أمس الأحد، عن إرسال إيران بمساعدة ميليشيات في العراق، أسلحة إلى سرية مخبأة داخل المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد، بعد الزلزال المُدّمر الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط الماضي.
وبحسب وثيقة مسرّبة حصلت عليها الصحيفة، فإن تهريب إيران المزعوم للأسلحة الهجومية إلى سوريا تشمل أسلحة صغير غير محددة، وذخيرة وطائرات بدون طيار.
وجاء في نص الوثيقة، أن عمليات التسليم هذه تمت باستخدام قوافل سيارات من العراق بالتنسيق مع ميليشيات مسلحة هناك، و”فيلق القدس” الإيراني.
عبر العراق
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي – لم يذكر اسمه – أن “فيلق القدس” الإيراني متورط في هذا النشاط.
وأكدت وثيقة الاستخبارات المسرّبة، أنه في أعقاب الزلزال مباشرة، تحركت إيران والشركات التابعة لها بسرعة لاستغلال الفوضى.
وأشارت الوثيقة المسرّبة إلى أنه في 13 شباط الماضي، وجّه ضابط في “فيلق القدس” مجموعة من الميليشيات العراقية بـ “تضمين الأسلحة في المساعدات المشروعة للزلازل”، وإلى أن ضابطاً آخر في ذات الفيلق احتفظ بالمئات من المركبات والبضائع التي دخلت سوريا من العراق بعد الزلزال، في جهد واضح لإدارة المكان الذي كانت تتجه إليه الأسلحة المهربة.
كما لفت التقييم الأمريكي المسرّب إلى تورط رئيس أركان ميليشيا “الجيش الشعبي”، المدعو “أبو فدك المحمداوي”، وهو مسؤول كبير في ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقية، في حين أوضحت الوثيقة أن تحالف الميليشيات العراقية مع إيران، يتلقى تمويلاً من الحكومة العراقية من خلال “هيئة الحشد الشعبي”.
ونفت “هيئة الحشد الشعبي” للصحيفة، استخدام فروعها لشحنات المساعدات الإنسانية كقناة لتسليم الأسلحة، في الوقت الذي نفى فيه مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني”، النتائج التي توصلت إليها الوثيقة الأمريكية ووصفها بأنها “مزيفة”، وقال إنه لا يوجد سبب لتزويد مجموعات في سوريا تعمل مع إيران بالأسلحة.
يُشار إلى أن الوثيقة المسرّبة شديدة السرية، ولم يسبق الكشف عنها قبل تداولها على منصة “ديسكورد”، كما أكدت الوثيقة أيضاً أن إيران خططت لاستهداف القوات الأمريكية في سوريا من خلال هذه الأسلحة المخبأة التي أرسلتها، وفقاً لـ “واشنطن بوست”.