أكد وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، أن على سلطة اﻷسد التقدم باتجاه حلول جذرية للأوضاع في سوريا، مبيناً أن الدول المعنيّة لن تقوم بتطبيع العلاقات معه دون مقابل، ومحذراً من “استمرار الصراع لعقود”.
جاء ذلك خلال حديثه لقناة تلفزيونية تركيّة، يوم أمس الجمعة، حول الاجتماع الوزاري الرباعيّ مع روسيا وإيران وسلطة، والذي سيعقد بالعاصمة الروسية موسكو في 10 أيار الجاري.
وقال “جاويش أوغلو” إن الروس أكدوا موعد اللقاء الذي سيكون الأول من نوعه على مستوى وزراء الخارجية، لكن “ليس واضحاً من سيُمثل طهران في الاجتماع”.
وكانت إيران قد دخلت على خط اللقاءات مؤخراً حيث شاركت في الاجتماع الرباعي لنواب وزراء الخارجية الذي عقد في موسكو خلال شهر نيسان الماضي.
وأوضح الوزير التركي أن هناك احتمالاً لمشاركة مسؤول إيراني آخر، بسبب مرافقة وزير الخارجية “حسين أمير عبد اللهيان”، للرئيس “إبراهيم رئيسي” في جولته الأفريقية.
وحول التطبيع العربي مع اﻷسد أكّد “جاويش أوغلو” أن “معظم الدول لا تريد تقديم شيك على بياض لعودته إلى جامعة الدول العربية وكأن شيئاً لم يحدث”.
وأضاف أنه من المهم إتاحة إمكانية عودة السوريين إلى بلادهم، محذراً في الوقت نفسه من “خطر تقسيم سوريا، وحدوث موجة هجرة بسبب الوضع الاقتصادي السيئ في الداخل”.
وكان “جاويش أوغلو” قد أكد اﻷسبوع الماضي أن بلاده لن تستجيب لشروط اﻷسد في الانسحاب من سوريا، إلا إذا تمّ اتخاذ خطوات فعليّة من شأنها حل اﻷوضاع بشكل فعلي.
وبحسب الوزير التركي فإن الدول المعنية بالملف السوري تريد من سلطة اﻷسد أن “تتخذ خطوة فيما يتعلق بالعملية السياسية”، معتبراً أنه “هذا هو السبيل لتوحيد سوريا، وإلا فإن حزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط بحزب العمال الكردستاني الإرهابي سيصبح أقوى”.
وأشار إلى أن “المشهد قد يصبح معقداً وصعباً للغاية في المستقبل”، لافتاً إلى أن بلاده “انخرطت في التعامل مع حكومة سلطة اﻷسد لترى”، وأنه “لا يمكننا استباق الأمور بشأن ما سنتفق عليه في اجتماعنا ذلك اليوم”.
ولم يستبعد “جاويش أوغلو” عقد مؤتمر صحفي مشترك في ختام اجتماع وزراء الخارجية في العاشر من الشهر الجاري، بموسكو، لكنه أوضح أن “على إدارة سلطة اﻷسد الإجابة عن هذا السؤال بوضوح، هل ما زالت تؤمن بالحل العسكري أم بإمكانية الحل السياسي؟”، مشدداً على أنه “لا يوجد حل وسط بينهما”.
وتطالب سلطة اﻷسد بانسحاب القوات التركية من شمال غربي البلاد، لبسط سيطرتها العسكرية على المنطقة كشرط مسبق ﻷي اتفاق تسوية يمكن أن يُعقد بين الجانبين.
وأوضح الوزير التركي أن الحل العسكري في سوريا مستحيل، مضيفاً “إذا اتخذت إدارة سلطة اﻷسد موقفاً مؤيداً للحل السياسي فستزداد احتمالية إيجاد حل، أما إذا رفضت وقررت الاستمرار في محاربة الجميع مهما كلفها الأمر فإن الحل سيستغرق عقوداً”.
وكان وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” قد أكد في أكثر من تصريح أن بلاده لن تتخذ إجراءً من شأنه إلحاق الضرر بالسوريين أو “التخلي عنهم” في إشارة إلى رفض الانسحاب، وهو ما أكده المتحدث باسم الرئاسة أواخر نيسان الماضي.