أعلن وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” أن الاجتماع الذي كان مقرراً بين نواب وزراء خارجية بلاده وروسيا وإيران وسلطة اﻷسد، تمّ تأجيله إلى أجل غير مسمى، بسبب عدم تمكن روسيا من تهيئة اﻷرضية المناسبة له.
وكان رئيس السلطة “بشار اﻷسد” قد أعلن في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية رفضه للقاء الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قبل سحب القوات التركية من الشمال السوري، وهو ما اعتبره حزب العدالة والتنمية أمراً “غير وارد”.
وقال “جاويش أوغلو” في حديث للصحفيين حول لقائه مع نظيره المصري “سامح شكري” بالقاهرة، إن “الجانب الروسي طلب تأجيل الاجتماع الرباعي حول سوريا على مستوى نواب وزراء الخارجية لعدم تمكنه من التحضير له بعد”.
وأوضح بالقول أن اﻷسد “كان هناك (في موسكو) وربما اتخذوا قراراً مشتركاً، وقالوا سنعقده لاحقاً، ونحن وافقنا، وننتظر تحديد موسكو لتاريخ الاجتماع، لأنهم هم من اقترحوا عقده وهم من سيستضيفونه”.
وكان الوزير التركي قد أعلن في وقت سابق أن موسكو سوف تستضيف اجتماعاً رباعياً على مستوى نواب وزراء الخارجية في 15 و16 مارس/ آذار الحالي، ولكن مصادر مقربة من سلطة اﻷسد أكدت رفضه لعقد الاجتماع قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تركيا خلال أيار/ مايو المقبل.
مؤتمر المانحين الدولي
لفت “جاويش أوغلو” إلى نشر تقرير تقييم التعافي من زلزال تركيا وإعادة الإعمار “تيرّا” المعد من قبل برنامج الأمم المتحدة للإنماء والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، في تعليقه على مؤتمر المانحين المزمع عقده اليوم الإثنين في بروكسل البلجيكية، لدعم متضرري الزلزال في تركيا وسوريا.
وبيّن أن البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للإنماء سيقومان بعروض تقديمية بخصوص التقرير خلال المؤتمر، مؤكداً أن هذا التقرير سيكون مرجعاً عندما تتعاون تركيا مع أي مؤسسة ائتمان لاحقاً، وليس مرجعاً للمؤتمر فقط.
وأوضح الوزير التركي أن التبرعات ستكون على أشكال مختلفة منها النقدي ومنها على شكل مشاريع أو دعم مادي لمشاريع معينة.
انضمام فنلندا والسويد للناتو
أكد “جاويش أوغلو” موافقة تركيا على انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، موضحاً أنه أبلغ نظيره السويدي “توبياس بيلستروم” خلال لقاءهما الجمعة، بقرار أنقرة المتعلق بفنلندا، وبأنها “ترغب في تلقي السويد الخبر منها مباشرة بدلاً من أن تسمعه عبر وسائل الإعلام لما توليه من أهمية واحترام لعلاقاتها الثنائية”.
وكان “بيلستروم” قد أكد أنهم يتمنون إتمام طلب عضويتهم قبل قمة الناتو المقبلة، وأوضح نظيره التركي أنه أكد له أن الأمر متعلق بهم وبالخطوات التي سيتخذونها حتى موعد القمة.
يُذكر أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أعلن يوم الجمعة الماضية موافقته على انضمام “فنلندا” إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” بعد تعهّدها باﻹيفاء بالتزاماتها، حول التوقف عن دعم حزب العمال الكردستاني PKK، وقوات “قسد” في سوريا، وجهات أخرى مرتبطة بهما تصنفها تركيا كمنظمات إرهابية.
وكانت السويد قد وقعت مع فنلندا وتركيا على مذكرة تفاهم ثلاثية، على هامش قمة للحلف في العاصمة اﻹسبانية “مدريد”، في حزيران/ يونيو الماضي، تضمنت خطوات لمعالجة مخاوف أنقرة اﻷمنية، لكن خلافات واسعة مع ستوكهولهم أدت إلى تعثّر المسار.
وأعلن مسؤول فنلندي الشهر الماضي، أن بلاده قد تنآى بنفسها عن السويد في مباحثات الانضمام للحلف، حيث تتحرك مدفوعةً بالمخاوف الناجمة عن الغزو الروسي ﻷوكرانيا.
وسيبدأ البرلمان التركي عملية الموافقة على بروتوكول انضمام فنلندا إلى “الناتو” بدون السويد، “استناداً إلى الاهتمام بإزالة المخاوف الأمنية لتركيا” وفقاً لـ”أردوغان” الذي أبدى اهتمامه “بمواصلة فنلندا دعمها القوي لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي”.
وكان الرئيس التركي قد عقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيره الفنلندي “سولي نينيستو”، عقب لقاء جمعهما في العاصمة التركية أنقرة، يوم الجمعة، وأعرب عن أمله في أن يوافق البرلمان التركي على عضوية فنلندا بالحلف قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 أيار/مايو المقبل.