بدأت منظمة “الصليب الأحمر” الإسباني بتطوير أداة جديدة لتحديد هويات المهاجرين المفقودين حتى تتمكن العائلات من معرفة مصير أبنائها، في ظل استمرار موجات الهجرة واللجوء عبر رحلات خطرة تؤدي لمقتل الكثيرين.
وتعمل المنظمة على آليات عمل لتحديد هويات المفقودين، وكان آخر هذه التطويرات أداة “SCAN”، والتي يعمل فريق مختص على تنفيذها في “جزر الكناري”، حيث يبحث فريق مشروع “المهاجرين المفقودين” التابع للصليب الأحمر الإسباني، في مقبرة بالجزر عن قبور المهاجرين وتحديد هوياتهم، وفقاً لموقع “مهاجر نيوز”.
وقالت “إيزابيل فابريغات”، وهي محللة بيانات في هذا المشروع، للموقع إنها تعتمد على خريطة وتسير بين “القبور المرصوصة على مدى النظر”، حيث تبحث عن جثث 24 مهاجراً قضوا في نيسان/أبريل 2021 أثناء محاولتهم الوصول، وتمكنت الطواقم من العثور على جثثهم ودفنها.
إقرأ المزيد: انتقادات تطال أستراليا بخصوص مواطنيها المحتجزين في سوريا
وأوضحت أن هذه الحادثة وقعت قبل إطلاق المشروع في (أيلول/سبتمبر 2021)، وبالتالي لا توجد الكثير من المعلومات عنها، لكن الباحثين يأملون بربط الحقائق والوصول إلى إجابات، فيما يرمي هذا المشروع إلى جمع أكبر قدر من المعلومات عن جثث المهاجرين، بالإضافة إلى معلومات عن المهاجرين الذين فقدوا على طريق الهجرة، وذلك عبر الاستماع إلى شهادات الناجين وفرق الإنقاذ، فضلاً عما يمكن الحصول عليه من الجانب الآخر للمحيط، سواء من عائلات المهاجرين أو أقاربهم الذين أبلغوا عن اختفائهم.
ويربط الفريق بعد ذلك المعلومات مع بعضها باستخدام برامج وتطبيقات محوسبة تسهّل التعرف على الضحايا والمفقودين، وبالتالي التواصل مع ذويهم وإبلاغهم بمصير أبنائهم، خاصة إذا ما تمكنت من مطابقة الحمض النووي للجثث مع عائلاتهم.
ويلتقط الفريق صوراً للقبور التي يعثر عليها ويرفعها على تطبيق “DIVIDOC” الذي يسجل معلومات القبور والجثث، ويسمح للشركاء والعاملين في المجال ذاته بالوصول إليها.
تقول “فابريغات”: “في هذه الحالة، ولعدم قدرتنا على تحديد هوية كل مهاجر في كل قبر، سيعلم أي شخص يبحث عن قبور ضحايا حادثة الغرق في نيسان/أبريل 2021، أن 14 منهم مدفونون هنا”.
أما في حالة توفر أرقام متسلسلة على القبور، يطلب الفريق عينة من الحمض النووي من عائلات الضحايا، ثم تتم مطابقاتها مع عينات أخذت من الجثث قبل دفنها، وهكذا يتم تحديد هوية كل جثة في كل قبر على حدة.
ويعمل الصليب الأحمر الإسباني بالشراكة مع عدة مطوري برامج، على تطوير تطبيقات ومنصات لتسهيل عملهم، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة للجثث والمفقودين التي وصلت إلى 8000 حالة منذ 2018.
وكانت آخر هذه التطويرات أداة “SCAN”، التي يتم حالياً تدريب فرق المشروع المتواجدة في إسبانيا على استخدامها، ومن المتوقع أن تدخل في الخدمة خلال الشهر القادم.