يصادف اليوم اﻷربعاء الذكرى السنوية لليوم العالمي لحرية الصحافة اﻹعلام، وسط تدهور مستمر في واقع الحرية اﻹعلامية على المستويين العربي والعالمي.
وفي تعليقه على الموضوع دعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” إلى “ضرورة أن تتوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم”، محذراً في رسالة بمناسبة اليوم العالمي من أن حرية الصحافة “تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم”.
وتحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة سنوياً في 3 أيار/مايو، ويصادف احتفال هذا العام اﻟذﻛرى اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾن، وأكد الأمين العام أن هذا اليوم العالمي شكل على مدى العقود الثلاثة الماضية “فرصة يحتفل فيها المجتمع الدولي بعمل الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام”.
وأشار إلى مقتل ما لا يقل عن 67 من العاملين في مجال الإعلام في عام 2022، وهي “زيادة مدهشة بنسبة 50 في المائة عن العام الذي سبقه”، بينما “تعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع الصحفيات للعنف على الإنترنت، وتعرضت واحدة من كل أربع صحفيات للتهديد الجسدي”.
وقال “غوتيرش” إن الأمم المتحدة وضعت قبل عشر سنوات خطة عمل بشأن سلامة الصحفيين الهدف منها هو حماية العاملين في وسائل الإعلام ووضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم، داعياً العالم- بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وفي كل المناسبات التي يحل فيها- إلى أن يتحدث بصوت واحد للتصدي لتلك الجرائم.
من جانبها أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تصنيفها السنوي لحرية الصحافة في 180 دولة حول العالم.
واعتبرت المنظمة ومقرها باريس أن الوضع جيد جداً في 8 دول، وجيد في 44 دولة، وإشكالي في 55 دولة، وصعب في 42 دولة، وشديد الخطورة في 31 دولة.
وتحدث بيان المنظمة عن “خبايا آلة التضليل الإعلامي في النظام الرقمي العالمي وآثارها المهولة على حرية الصحافة، ففي 118 بلداً، أي ثلثي البلدان التي شملها الترتيب، أشار أغلب المشاركين في الاستبيان إلى ضلوع فاعلين سياسيين في حملات تضليلية واسعة النطاق أو في عمليات دعائية كبيرة في بلدانهم”.
وانتقد البيان مالك “تويتر” إيلون ماسك “الذي ذهب إلى أبعد مدى ممكن في نهجه التعسفي والرقابي الذي أثبت من خلاله أن منصات التواصل الاجتماعي ليست سوى رمال متحركة تحت القاعدة التي يقوم عليها أساس الصحافة”.
وقال الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود “كريستوف ديلوار” إن التصنيف “يعكس تقلبات شديدة في الأوضاع، حيث تخلله الكثير من الصعود والهبوط، كما شهد تغيرات غير مسبوقة، مثل ارتقاء البرازيل بما لا يقل عن 18 مركزاً وتقهقر السنغال بشكل مهول بلغ 31 مرتبة بالتمام والكمال، هذا الوضع الذي يسوده عدم الاستقرار هو نتاج لتفاقم النهج العدواني الذي تتَّبعه الأنظمة الحاكمة في العديد من البلدان ولتزايد العداء تجاه الصحافيين على منصات التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع أيضاً، كما أن هذه التقلبات ناجمة عن تعزيز آلة التضليل الإعلامي التي تنتج المعلومات الكاذبة وتنشرها، بل وتتيح الأدوات اللازمة لصناعة المحتويات الزائفة”.
وحول الوضع بالمنطقة العربية أشارت “مراسلون بلا حدود” إلى أن الصحافة “لا تزال تئن تحت وطأة السيطرة الخانقة في الشرق الأوسط، سواء على أيدي الأنظمة الاستبدادية أو بفعل الرقابة التي تفرضها المليشيات على وسائل الإعلام، حيث يُعتبر وضع حرية الصحافة (خطيراً للغاية) في أكثر من نصف دول المنطقة”.
وحلّت إيران في المرتبة 177، على مستوى العالم، حيث كثفت آلتها القمعية، واعتقلت أكثر من 70 صحافياً في الأشهر التي تلت وفاة الطالبة الشابة “مهسا أميني”، وحلت “سوريا” في المرتبة 175، بينما لا تزال المملكة العربية السعودية في المرتبة 170، والأردن ومصر في المرتبة 166، ويوجد أكبر عدد من الصحافيين الرهائن، في اليمن (168)، والعراق (167).
وأحرزت قطر تقدماً بـ14 نقطة، حيث حلت في المرتبة 105، بعد “تخفيف قواعد كثيرة للعمل الصحافي، بالتزامن مع تنظيم كأس العالم لكرة القدم”.
ونشرت “الحكومة السورية المؤقتة” بياناً بمناسبة ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة، مؤكدة أنها “تعاني في سوريا من قيود جمة فرضتها سلطة الأسد”، منذ منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في آذار عام 1963.
وأضاف البيان أن اﻷسد اﻷب حظر جميع الصحف المستقلة، وأبقى فقط على الصحف الناطقة باسمه، وتقلصت مساحة الحريات المدنية وتفاقمت مشاكل الفساد الفقر والانتهاكات بحق السوريين، بينما لا تزال وسائل الإعلام في سوريا تتعرض للعديد من المضايقات والاضطهادات، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل، ويتم حجب وتشويه الأخبار والمعلومات التي تخالف الموقف الرسمي.
ودعا إلى العمل على حماية حرية الصحافة وحقوق الصحفيين في سوريا وتمكينهم من مزاولة مهامهم بحرية ودون تعرض للتهديد أو الاضطهاد، و”مساعدة سوريا على إعادة بناء البنية التحتية للإعلام وتشجيع حرية التعبير والوصول إلى المعلومات في البلاد”.