أعلنت إيران عن شرائها مقاتلات “سو-35” الروسية المتطورة، وسط تعمّق في العلاقات المتبادلة والشراكة العسكرية بين الجانبين، على خلفية التعاون المشترك الذي أعقب الغزو الروسي ﻷوكرانيا.
وكان مجلس الأمن قد سمح مؤخراً ﻹيران بعقد صفقات لشراء اﻷسلحة، بعد رفض مقترح أمريكي لتمديد حظر الأسلحة على إيران، صيف عام 2020، اﻷمر الذي مكّن طهران من توسيع قدراتها.
وقالت وكالة IRNA الإيرانية، أمس الثلاثاء، إن بعثة إيران في منظمة الأمم المتحدة، قالت في بيان إن طهران ستحصل على عدد لم تحدده من تلك المقاتلات وستتسلّم أول دفعة منها قبل نهاية الشهر الجاري.
وما يزال الجيش اﻹيراني يعتمد على طائرات قديمة منها سوفيتية الصنع من طراز “ميغ”، ومنها طائرات حربية أمريكية قديمة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
وستمثل طائرات “السوخوي” الجديدة متعددة المهام تغيراً أساسياً في تسليح القوات اﻹيرانية، وقال “روسلان بوخوف” رئيس مركز تحليل الإستراتيجيات والتكنولوجيات الروسي إن قرار مجلس الأمن برفع الحظر المفروض على بيع الأسلحة العادية الكلاسيكية لإيران سمح بتلك الصفقة.
وأضاف أنها اختارت أحدث طائرة وهي “سو-35″، الأمر الذي “سيزيد من قدرة سلاح الجو الإيراني”، حيث تم تصميم مقاتلات “سو-35″ من الجيل 4++ لتكون متعددة المهام و”تحقق تفوقاً في مختلف المهمات الجوية، وتكون قادرة على تقديم الدعم والإسناد لمختلف القوات العسكرية”.
ويتزامن ذلك مع تعمّق الدعم الروسي ﻹيران وارتفاع مستوى التعاون العسكري والسيبراني والسياسي، وذلك بعد المساعدة التي قدّمتها طهران لموسكو في غزوها ﻷوكرانيا.
وكانت إيران قد باعت طائرات مسيرة لروسيا لاستخدامها في قصف “كييف”، كما وافقت على تزويد “موسكو” بصواريخ قصيرة المدى وشحنت قذائف دبابات ومدفعية إلى ساحة المعركة.
وكشف صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقرير نشرته منذ يومين، أن طهران تسعى إلى الحصول على عشرات الطائرات المروحية الهجومية الروسية والمقاتلات النفاثة، باﻹضافة للمساعدة في برنامجها للصواريخ بعيدة المدى.
وبحسب المصدر فإنه ومع تصاعد التعاون في ملف أوكرانيا، منحت روسيا لطهران قدرات سيبرانية متقدمة، فيما اضطرّ الروس إلى اللجوء ﻹيران وكوريا الشمالية من أجل الحصول على اﻷسلحة وتغطية الحرب على اﻷراضي اﻷوكرانية.
وكانت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قد نقلت عن تقرير استخباراتي في نوفمبر من العام الماضي، أن إيران قد تحصل على 24 طائرة روسية كانت معدة أصلاً لمصر، في صفقة أحبطتها الولايات المتحدة.
وقالت إن موسكو بحثت عن مشترٍ محتمل جديد، ووجدته في طهران، حيث ذكرت وسائل إعلام إيرانية في سبتمبر الماضي أن طهران تدرس مثل هذا الشراء.