أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” اﻹسرائيلية أن دخول الصين على خط العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، وإنجازها لمصالحة بينهما بالتعاون مع روسيا، سيؤثر على الحسابات في المنطقة، باﻹضافة لجهود التطبيع مع اﻷسد.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان” أعلن في وقت سابق أنه قد يتم عقد جولتين دبلوماسيتين رئيسيتين من المحادثات في الأسابيع المقبلة، بعد أن اتفق مع نظيره الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” على اللقاء خلال شهر رمضان الحالي.
ويأتي ذلك فيما أفادت وسائل إعلام تركية بأن نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسلطة اﻷسد قد يجتمعون في محادثات رباعية “قريباً”، على الأرجح ستكون في أوائل نيسان/ أبريل المقبل.
واعتبرت الصحيفة أن المبادرتين مهمتان للغاية للشرق الأوسط وعلاقاته بالقوى الكبرى، مثل الصين وروسيا، حيث ساعدت الصين في التوسط في المصالحة الإيرانية السعودية بعد سنوات من المحادثات الإيرانية السعودية في العراق، وهو نجاح اعتُبر خطوة مهمة للصين، وأيضاً كدليل على إضعاف موقف الولايات المتحدة في المنطقة.
واستضافت روسيا محادثات بين إيران وتركيا منذ عام 2016 في عملية “أستانا”، التي ارتبطت بسوريا، لكنها “كانت أيضاً جزءاً من أجندة روسيا لإزالة دور الولايات المتحدة في سوريا“.
تحث روسيا تركيا على المصالحة مع سلطة اﻷسد، وتتجه أنقرة نحو الانتخابات في أيار/مايو و”يخشى حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم من أن يُنظر إليه على أنه تخلى عن المعارضة السورية”، ومع ذلك، فإن الحزب الحاكم “يحث السوريين بهدوء على العودة إلى سوريا في أعقاب الزلزال الهائل”، وكان وزير الدفاع التركي قد أعلن مؤخراً أن حوالي 600 ألف سوري عادوا طوعاً إلى بلدهم.
وتضغط روسيا من أجل عقد مزيد من الاجتماعات على المستوى الدفاعي، بحسب الصحيفة، كما استضافت ممثلين عن تركيا وسلطة اﻷسد وإيران هذا الشهر، وتريد تحقيق انتصار دبلوماسي للأسد، كما “تريد الصين وإيران أيضاً انتصاراً دبلوماسياً”.
واعتبرت “جيروزاليم بوست” أنه يجب النظر إلى السياق العام لهذين الاجتماعين (اجتماع إيران والسعودية واجتماع تركيا وسلطة اﻷسد) على أنه يجلب المزيد من النفوذ لروسيا والصين التي تظهر أنها يمكن أن تساعد في الصفقات الوسيطة، لذلك “يمكن للمحادثات الإيرانية السعودية أن تجلب تغييرات كبيرة في المنطقة” إذا لم تفشل.
وخلُص التقرير إلى استبعاد الولايات المتحدة عن الاجتماعات، كما أن “إسرائيل ليست جزءًا من أي من العمليتين”، وهو ما قد يعني أن “هذه الجولات من المحادثات ستؤثر على إسرائيل في المنطقة وربما تزيد من سيطرة إيران فيها”.