كشفت مصادر محلية عن قضايا تزوير وفساد بمبالغ كبيرة، قام بها موظفون من الجمارك التابعة لسلطة اﻷسد، في مدينة اللاذقية بالساحل السوري غربي البلاد.
وما يزال ملف التزوير والمخالفات في أمانة الجمارك عالقاً في القضاء منذ نهاية العام الماضي، في حيث تقول وسائل إعلام سلطة اﻷسد إن التحقيقات والتوقيفات جارية منذ كانون اﻷول الماضي.
وتٌشكل كل من الجمارك واﻷمن الجنائي كابوساً بالنسبة للتجار في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، حيث يقومون بدوريات يومية على اﻷسواق ويفرضون اﻹتاوات مقابل التغاضي عن المخالفات، فيما يُضطر المستوردون لدفع مبالغ إلى الضباط من أجل عدم مصادرة بضائعهم.
وتمّ مؤخراً استدعاء موظفين اثنين من العاملين في اﻷمن الجنائي، بينما تجاوز عدد من أحالهم القضاء للتوقيف وهم قيد التحقيق 6 أشخاص من العاملين في الأمانة من مستويات إدارية مختلفة منهم “شخص يشغل منصباً مهماً في الأمانة وكشافون وأمناء مستودعات وإداريون”، بحسب صحيفة “الوطن”.
وكشفت الصحيفة الموالية لسلطة اﻷسد عن تزوير أكثر من 14 وصلاً بنكياً (شيكات مصرفية) تعود للمصرف المركزي في اللاذقية، باﻹضافة لإخراج بضائع (قطع تبديل سيارات) ببيانات مزورة، ومخالفات تحت بند الاستيراد تهريباً تشمل بضائع وإكسسوارات صينية المنشأ والتزوير واستعمال المزور لمنظمي البيانات الجمركية.
وأسفرت التحقيقات حتى اﻵن عن قضايا تزوير تخطت قيمتها 20 مليار ليرة تعود لأكثر من 20 قضية تم إثرها التحقيق وتوقيف عدد من التجار والمخلصين الجمركيين وعدد من العاملين في الأمانة الجمركية باللاذقية، وفقاً لما أكده “عضو في غرفة تجارة حلب”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن للمستورد أو التاجر التلاعب من دون أن يكون ذلك بالتنسيق مع أحد العاملين في الأمانة الجمركية”، إضافة لوجود “دور مهم في الموضوع للمخلص الجمركي”.
وأكد “عضو في غرفة تجارة دمشق” أن “هذه الظاهرة ليست جديدة في التخليص الجمركي”، وأن سببها هو “صعوبة الإجراءات لتخليص البضائع إضافة لرغبة بعض التجار والمستوردين وتفضيلهم عدم ورود أسمائهم إلى الدوائر المالية، الأمر الذي يدفع بهم للاستيراد باسم الغير (إجازات استيراد بأسماء مستوردين غير حقيقيين) إضافة إلى أن بعض التجار يتقصدون التعامل مع بعض المخلصين المشبوهين والذين لديهم تعاملات غير سليمة في تخليص البضائع لأن أجورهم أرخص”.
وكانت الصحيفة نفسها قد نقلت منذ أشهر شكاوىً لعدة سوريين، من قيام موظفي الجمارك بفتح الطرود وسرقة أغراضهم المُحّولة إليهم من قبل ذويهم في الخارج.