لوّح المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بالرد على الهجمات اﻷمريكية اﻷخيرة ضد القواعد ومواقع الميليشيات المرتبطة بإيران في شمال شرقي سوريا، والتي أودت بحياة عدد كبير من العناصر.
وقال المتحدث باسم المجلس “كيفان خسروي” إن الغارات اﻷمريكية، “ستستدعي رداً سريعاً”، مضيفاً أن “أي ذريعة لمهاجمة القواعد التي تم إنشاؤها بناء على طلب الحكومة السورية (سلطة اﻷسد) للتصدي للإرهاب وعناصر تنظيم الدولة في هذا البلد ستقابل برد مضاد فوراً”.
ويمثل ذلك أول اعتراف رسمي من إيران بوجود قوات لها في سوريا، حيث كانت تدّعي سابقاً أن نشاطها يقتصر على تقديم “مستشارين عسكريين”، في إشارة إلى الميليشيات لدعم اﻷسد.
وكانت الولايات المتحدة قد نفّذت ضربات في شمال شرق سوريا رداً على هجوم بطائرة مسيرة يوم الخميس الماضي، أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة آخر وخمسة جنود.
وأعلن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يوم الجمعة الماضية بنفسه عن الضربات، محذّراً إيران من أن الولايات المتحدة “ستتصرف بقوة” لحماية الأمريكيين، مؤكداً أن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني قامت بسلسلة من الهجمات ضد أفراد ومنشآت الولايات المتحدة في العراق وسوريا، في 23 من الشهر الجاري.
وأوضح أن هذا الهجوم (قالت مصادر محلية إنه خلّف 19 قتيلاً) جاء بعد عدد من الهجمات السابقة ضد القوات الأمريكية في سوريا، والتي “عرّضت حياة أفراد الولايات المتحدة والتحالف لتهديد مستمر”.
وكانت وزارة خارجية سلطة الأسد قد أدانت عبر بيان لها أمس، الغارات الجوية الأمريكية على الميليشيات الإيرانية بسوريا، وتحدثت عن “تمسكها بإنهاء الاحتلال الأمريكي ووقف الرعاية الأمريكية ودعمها للميليشيات الإرهابية الانفصالية”.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية من جانبها تلك الهجمات واتهمت القوات الأمريكية باستهداف “مواقع مدنية”، حيث قال “ناصر كنعاني” المتحدث باسم الوزارة لوسائل الإعلام الرسمية: إن “المستشارين العسكريين الإيرانيين موجودون في سوريا بناء على طلب الحكومة السورية (سلطة اﻷسد) لمساعدة هذه الدولة في مكافحة الإرهاب، وستظل إيران في صف سوريا لمساعدتها على إحلال السلام والاستقرار والأمن الدائم”.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت سلسلة غارات على الميليشيات اﻹيرانية، في المنطقة الشرقية قرب حدود العراق، العام الماضي، بسبب هجوم على قواعد تابعة لها في نفس المنطقة، كما تتعرض القوات الأمريكية بالمنطقة الخضراء في بغداد إلى هجمات بين الحين واﻵخر.