قال القائم بأعمال بعثة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأمم المتحدة السفير “جيفري دي لورينتس”، أمس الجمعة، إن سلطة الأسد لم تسعى بشكل جدي إلى تحقيق السلام خلال سنوات الحرب، حيث ارتكبت الفظائع بحق السوريين، مُحذّراً الدول من “التطبيع” معها.
وأوضح “لورينتس” في تصريحات خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا، أن سلطة الأسد “يبدو راضية بمماطلة العملية السياسية، وتسعى للحصول على عروض وتنازلات أفضل من المجتمع الدولي، ولا تقترح شيئاً لبناء الثقة وإثبات استعداده للعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار”.
وأضاف أن سلطة الأسد لم تسعى بشكل جدي إلى تحقيق السلام خلال سنوات الحرب، بل “ارتكبت الفظائع التي يرقى بعضها إلى مصاف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واختبأت خلف رعاتها روسيا وإيران”.
وأشار إلى أن “رفض سلطة الأسد المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وبعد 9 جولات من الاجتماعات التي حضرتها، ولكن بسوء نية هو انعكاس واضح لاعتقاد الأسد أنه يستطيع قتال الشعب السوري أو تجويعه حتى يخضع له”.
ولفت السفير الأمريكي إلى أن المعبوث الأممي الخاص إلى سوريا، “غير بيدرسون”، “سعى بجد إلى إيجاد أي وسيلة لدفع العملية السياسية المتوقفة من خلال مشاركته الواسعة مع كافة الأطراف في مبادرته خطوة مقابل خطوة”.
وأكد أن واشنطن “تدعم هذا الجهد، وتتطلب مشاركتنا الكاملة من النظام السوري القيام بالمثل بحسن نية”.
وشدّد السفير “لورينتس” على أنه “يتعين على الأسد أن يعاود الانخراط بشكل بناء في العملية السياسية ذات القيادة السورية والتي تيسرها الأمم المتحدة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، والتي هي السبيل الوحيد القابل للحياة للتوصل إلى حل سياسي دائم للصراع”.
وبشأن التطبيع مع سلطة الأسد، حذّر المسؤول الأمريكي الدول التي تتعامل مع سلطة الأسد أن “تسعى إلى تحقيق نتائج بناءة قابلة للتحقق للسوريين والمنطقة الأوسع”.
وأضاف أنه “ينبغي أن تركز أي مشاركة على خطوات حقيقية تضمن وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومستقل ويمكن التنبؤ به، وتضع حداً لفظائع سلطة الأسد وتحسن الوضع للشعب السوري، وينبغي أن تتخذ سلطة الأسد خطوات لا رجوع عنها لتخفيف المعاناة”.
وبيّن أن “الأسد ما زال ديكتاتوراً وحشياً استخدم أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري بشكل متكرر، كما برهن أحدث تقرير صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”، لافتاً إلى أنه “شن هجمات على مدنيين ومدارس ومستشفيات، وقام باعتقال مئات الآلاف من الناس وتعذيبهم وقتلهم، كما يغرق الأسد المنطقة بالكبتاغون، وينشر الجرائم والإدمان”.
وأكد الدبلوماسي الأمريكي أن “كارثة الزلزال لم تحول الأسد إلى رجل دولة يستحق الاحتضان، ووحدها الإصلاحات الحقيقية والشاملة والتي لا يمكن الرجوع عنها قادرة على تحقيق ذلك”.
وحول المعتقلين والمختفين قسرياً، أفاد “لورينتس” بأن “النساء تضررن بشكل خاص من النزاع، ولا سيما من يحتجز النظام أفراد أسرهن بشكل تعسفي”.
وتابع: “نحن نركز على المساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية في أعقاب هذه الزلازل المدمرة، ولكننا لم ننس عشرات الآلاف ممن تم احتجازهم أو باتوا في عداد المفقودين منذ فترة طويلة قبل وقوع الزلازل”.
وفي ختام حديثه، أكد على أنه “يحق لأفراد الأسرة أن يعرفوا مصير أحبائهم، وتدعم الولايات المتحدة إنشاء آلية إنسانية لفهرسة المسجونين والمفقودين والإبلاغ عن مكان تواجدهم، ونتطلع إلى العمل مع الآخرين للمساعدة في إنشاء آلية مماثلة”.