أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، أنها ترفض أي تهديد لمدّعيها وقضاتها، على خلفية إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وقيام الروس بإجراءات انتقامية.
ونقلت وسائل إعلام هولندية عن الرئيس الروسي السابق “دميتري ميدفيديف”، تهديده يوم اﻷحد الماضي، باستهداف “لاهاي” بصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت ردّاً على مذكرة توقيف صدرت بحق “بوتين”، بينما أعلنت موسكو فتح تحقيقٍ جنائيٍّ بحق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “كريم خان” وعدد من القضاة.
وعاد “ميدفيديف” لينتقد القرار اليوم، حيث قال تعليقاً على تصريحات وزير العدل الألماني، “ماركو بوشمان”، بأن برلين ستمتثل لقرار المحكمة الجنائية الدولية واعتقال “بوتين” إذا وصل إلى الأراضي الألمانية: “هل يفهم أن هذا سبب كاف للحرب، إنه إعلان الحرب؟ أم أنه درس بشكل سيئ؟”.
وتمّ إصدار المذكرة منذ أيام بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الروسي في أوكرانيا، وقالت رئاسة جمعية الدول الأعضاء في المحكمة، أمس اﻷربعاء، إنها “تأسف لمحاولات إعاقة الجهود الدولية الهادفة لضمان المحاسبة على الأفعال التي يحظرها القانون الدولي العام”، مشيرةً إلى “تهديدات ضد المحكمة الجنائية الدولية، إجراءات ضد مدعيها العامين وقضاتها” اتخذتها روسيا.
إقرأ المزيد: الزلزال يكشف “الجانب السوداوي” للأمم المتحدة.. وتقرير حقوقي يطالب بالتحقيق
وأضافت رئاسة الجمعية أنها “تؤكد مجدداً دعمها الثابت للمحكمة الجنائية الدولية”، في وجه المحاولات الروسية.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، أمس، جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية إلى الامتثال لمذكرة الاعتقال ضدّ “بوتين”، مؤكداً أنه “ارتكب بوضوح جرائم حرب”، أن “مذكرة المحكمة الجنائية الدولية مبررة”.
وقال إن أي دولة أوروبية طرف في المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تقوم “باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا قام بزيارتها”، مضيفاً: “أعتقد أن أي شخص طرف في المحكمة ولديه التزامات فيجب أن يفي بالتزاماته”.
وأصدرت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الماضي، مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ومذكرة توقيف بحق المفوضة الروسية لحقوق الأطفال “ماريا لفوفا بيلوفا” بتهمة “الترحيل غير القانوني” لآلاف الأطفال الأوكرانيين، الذين تقول “كييف” إن عددهم يتجاوز 16 ألف طفل أوكراني تمّ نقلهم إلى روسيا منذ بدء الغزو.
وكان بوتين قد دفع بقواته لغزو اﻷراضي اﻷوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، ما تسبب بدمار واسع وأزمات عالمية وعدد كبير من الضحايا.
ونشرت وسائل إعلام روسية رسمية، يوم الأحد، صوراً لزيارة مفاجئة قام بها إلى مدينة “ماريوبول” اﻷوكرانية، هي الأولى من نوعها في المناطق المحتلة بإقليم “دونباس” الأوكراني.