تحدثت مصادر إعلامية روسية عن نية الرياض إعادة علاقاتها الرسمية مع سلطة اﻷسد، وافتتاح قنصليّتها المغلقة في دمشق منذ مارس/ آذار من عام 2012، بموجب وساطة من روسيا واﻹمارات.
وكان وزير خارجية المملكة العربية السعودية “فيصل بن فرحان” قد جدّد في الحادي عشر من الشهر الجاري تأكيده على رغبة الرياض في استعادة علاقاتها مع اﻷسد، معتبراً أن الواقع يفرض ذلك باعتباره ضرورة.
وقال “بن فرحان” إن “الوضع القائم في سوريا غير قابل للاستدامة، ولا بد أن نجد سبيلنا لتخطي التحديات”، والتي “تتطلب حواراً مع حكومة دمشق (سلطة اﻷسد)، و لا محالة عن ذلك”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر خاصة، أمس الأحد، أن المملكة العربية السعودية ستستأنف العمل في قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق “قريباً”، وذلك بعد “وساطة روسية – إماراتية”.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من زيارة رئيس السلطة “بشار اﻷسد” إلى اﻹمارات حيث استقبلته اﻷخيرة بحفاوة، وتحدّث الجانبان عن اتفاقات مهمة منها اقتصادية.
وبرغم ما سبق، فإن الرياض لم تعلّق على أي من تلك اﻷنباء، فيما يبقى موقفها الرسمي غير محسوم من قضية التطبيع مع اﻷسد، بالرغم من الاتفاق اﻷخير مع طهران والحديث عن اتفاقات عديدة بين الجانبين.
وبحسب “سبوتنيك” فقد أفضت الوساطة إلى تذليل العقبات أمام التطبيع بين الجانبين، وسط “ترجيحات بافتتاح القنصلية السعودية بدمشق، بعد عيد الفطر المقبل”، بينما يجري العمل على إعادة افتتاح البوابات الدبلوماسية الرسمية بين السعودية وسلطة اﻷسد.
كما تحدثت الوكالة الروسية، عن “جهود دولية وعربية جرت في هذا الإطار”، و”في الغرف المغلقة”، أفضت مؤخراً إلى دفع الاتجاه نحو التطبيع “على خلفية التقارب السعودي – الايراني”.
وسيسبق إعادة فتح القنصلية زيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي إلى دمشق، يلتقي خلالها بشار الأسد ومسؤولين من سلطته، وفقاً للمصادر نفسها.
يشار إلى زيارة وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” للإمارات منذ أربعة أشهر، حيث التقى نظيره الإماراتي “عبد الله بن زايد آل نهيان”، وذكرت تقارير إعلامية عدة أن الاجتماع بحث إمكانية إقامة تنسيق بين الجانبين للتطبيع مع سلطة اﻷسد، وإعادته إلى صفوف الجامعة العربية.
ولم يستبعد وزير الخارجية السعودي في تصريحات له منتصف الشهر الجاري إمكانية ذلك خلال الدورة المقبلة لجامعة الدول العربية المنتظرة في الرياض، إلا أن كلاً من قطر والكويت ما تزالان رافضتين لتلك الخطوة.