أكدت الصحافية التركية “جاندان يلدز”، وجود الكثير من التمييز في المعاملة والتجاوزات ضد اللاجئين السوريين في بلادها، خلال الفترة التي أعقبت كارثة زلزال “كهرمان مرعش”، جنوبيّ البلاد مطلع شهر شباط الماضي.
وقالت “يلدز” في مقال نشرته على موقع T24 التركي، إنها “المرة الأولى التي ترى فيها سوريين غاضبين بهذا الشكل”، مضيفةً بالقول: “مع الزلزال، اشتد الاستقطاب على الجانبين”، وأصبح السوريون الفقراء أكثر فقراً، ويفكرون في العودة إلى بلادهم.
وذكرت أن السوريين عانوا من العنصرية في مراكز اﻹيواء، وأنهم كانوا مضطرين ﻹثبات أن لديهم طفلاً مراتٍ كثيرة للحصول على الحليب، وسط الكارثة، ولكن “في زمن الكوارث، تصبح الحقائق أكثر غموضاً، لأن الأقوى يصدر صوتاً بينما الآخر أكثر خوفًا وحيرة”.
وأشار المقال إلى إصابة الأطفال الصغار بالجرب بسبب بقائهم في أماكن غير مناسبة، كما حرموا من بعض اﻷغذية “لأنهم لا يتحدثون التركية”، وتحدثت الكاتبة عن “النساء اللاتي اضطررن للاستحمام في حوض ضمن الخيام”، بسبب اﻷوضاع المزرية، بينما “غالباً ما لا يكون هناك طعام كافٍ ولا يزالون يعيشون في الخيام البدائية”.
وتحدّث المقال عن أوقات عصيبة يواجهها السوريون في خيام غير مجهزة، حيث تستخدم عائلتان أو ثلاث عائلات أحياناً خيمةً واحدة، وقالت الكاتبة إنها رأت 15 شخصاً يعيشون معاً في خيمة واحدة، بينما ينام الرجال خارجاً في العراء.
وبالرغم من وجود مطبخ فقراء يتبع لمنظمات غير حكومية، ويقدم ثلاث وجبات في اليوم لمنكوبي الزلزال، إلا أن السوريين – بحسب المقال – يعانون من قلة المخصصات.
خوف اﻷتراك على التركيبة السكانية
انتقدت “يلديز” في مقالها الشائعات التي تقول إن السوريين سيغيرون التركيبة السكانية، حيث تؤكد أنه بينما زاد الاستقطاب مع الزلزال، فإنه “ليس لدى السوريين ما يخسرونه، ليس لديهم سوى الخيام”.
وأضافت أن البعض يروج ﻷحاديث مفادها أن السوريين يريدون تغيير النسيج الاجتماعي، منوهةً بأن “هدفهم ليس تغيير السكان، فهم يريدون المجيء إلى هنا، لكن ليس لديهم المال ليأتوا”.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد تم تسجيل مليون و 600 ألف سوري في منطقة الزلزال؛ معظمهم لا يستطيع الذهاب إلى أي مكان آخر، وقالت “يلدز” إن هؤلاء إذا لم يعملوا، فلن يكون لديهم من يرسلون الأموال إليه، وهنا “يتساوى السوريون والأتراك الذين يعيشون في الخيام، فقد بقي الفقراء هناك”.
ومضت بالقول: إن “هؤلاء الناس ليست لديهم مدخرات، فهم ينفقون ما يكسبونه، لقد أصبحوا أكثر اضطراراً من الناحية الاقتصادية، وهذا يُوَتّرهم، فهم يتكلمون بغضب، لأن الشيء الوحيد الذي سيخسرونه الآن هو إزالتهم من مدينة الخيام”.
ويشكو السوريون المنكوبون في منطقة الزلزال من تمييز في توزيع المساعدات، حيث تُعطى لمن يجيد اللغة التركية أولاً، وقد يحرم السوريون من بعضها بشكل نهائي.