شهدت مناطق شمال شرق وشمال غرب سوريا، أمطاراً غزيرةً وفيضانات في الأيام القليلة الماضية، أدت إلى وفاة طفلين وغرق بعض المحاصيل وتمزيق مئات الخيام في مخيمات النازحين.
وانهار عدد من الجسور في محافظة الرقة كلياً أو جزئياً جراء السيول الغزيرة، مما تسبب بخروجها عن الخدمة، فيما قد يؤدي الهطول المستمر لفصل المدينة عن ريفها الشرقي في حال استمرار المنخفض الجوي.
وبعد نحو شهر ونصف الشهر من توقف هطول اﻷمطار، تشكلت سيول واسعة بعد قدوم عاصفة من جنوبي تركيا، أدت هناك لمقتل 15 شخصاً وأضرار مادية كبيرة.
وغمرت اﻷمطار معظم الأراضي الزراعية في محافظتي الحسكة والرقة، مما أدى لتلف المحاصيل في مئات الهكتارات، مع انهيار جميع الجسور والعبارات التي تربط قرى ريف الرقة الشمالي ببعضها البعض، وفقاً لموقع “نهر ميديا” المحلي.
وذكرت مصادر محلية متقاطعة مقتل طفل غرقاً في ريف دير الزور الشرقي، وآخر في منطقة “عين العرب” شرقي حلب، خلال اليومين الماضيين.
وفي ريف الرقة الشرقي، بلغ عدد الأغنام التي نفقت جراء السيول نحو 100 رأس من الغنم والماعز، فيما يتخوف أهل المنطقة من خروج جسر “الرقة السمرة” عن الخدمة بسبب حدة السيول، والذي يعتبر الجسر الوحيد بين مدينة الرقة وريفها الشرقي، بينما بدأت تنهار قواعد الجسر نتيجة كثافة المياه.
تخفيض المساعدات وازدياد المعاناة في الشمال الغربي
تجددت معاناة النازحين مع ازدياد فجوة الاحتياجات الإنسانية في الشمال الغربي، جراء العاصفة، والواقع المتردي عقب الزلزال المدمر، حيث أدت سيول جارفة لأضرار في 40 مخيماً للمهجرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال، بحسب بيان لمنظمة “الدفاع المدني السوري”.
وتضررت بشكل مباشر أكثر من 650 خيمة، كما أصيب طفل بجروح طفيفة، وانهارت محلات تجارية، إضافة لانقطاع عدد من الطرق في المدن والبلدات، كما تضررت بشكل مباشر 254 خيمة للناجين من الزلزال في 18 مخيماً للإيواء وهي بمعظمها تم إنشاؤها حديثاً وبشكل عاجل بظروف طارئة دون توفر بنية تحتية مناسبة.
ومن المتوقع أن تستمر حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الأيام القادمة بحسب الأرصاد الجوية، فيما تُضاعف هذه العاصفة مأساة المدنيين وتزيد من فجوة الاحتياجات الإنسانية.
وكانت النسبة الأعلى من الأضرار في مخيمات المهجرين حيث “استجابت فرق “الخوذ البيضاء” لـ 22 مخيماً تضررت فيها أكثر من 400 خيمة للمهجرين، كانت تعاني بالأساس من هشاشة الوضع الإنساني الكارثي في مخيمات التهجير وضعف الواقع الخدمي”، بحسب البيان.
وتركزت الأضرار في مخيمات ريف إدلب الغربي وأغلبها كان من المجهزة حديثاً لإيواء الناجين من الزلزال، كما انقطعت عدة طرق في ريف إدلب جراء السيول القوية (معرة مصرين – أرمناز) (إدلب – عرب سعيد) (سهل الروج – عدوان)، وغمرت مياه الأمطار عدة منازل في حفسرجة وبشمارون غربي إدلب، وتسببت السيول بانهيار عدة محال تجارية في قرية “عدوان” غربي إدلب إضافة لقطع عدد من الطرقات، كما تضررت مخيمات في ريفي حلب الغربي والشمالي الشرقي.
وكانت عاصفة هوائية سابقة قد ضربت شمال غربي سوريا في 6 آذر الحالي، ما أدى لوفاة رجل وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب بانهيار 4 جدران كانت متصدعة بالزلزال، وألحقت العاصفة ايضاً أضراراً في 10 مخيمات مجهزة حديثاً لإيواء منكوبين ناجين من الزلزال في ريف إدلب الغربي تضرر فيها أكثر من 96 خيمة اقتلعتها الرياح بشكل كامل، و 13 خيمة تضررت بشكل جزئي، وتضررت 10 خيام بشكل كلي في 3 مخيمات للمهجرين في ريف إدلب الغربي.