أدى هطول اﻷمطار الغزير إلى تشكّل فيضانات وسيول ألحقت أضراراً بالمزروعات في شمال شرقي سوريا، وذلك عقب أسابيع من انحسار المطر في عموم البلاد، وتراجع في اﻹنتاج المتوقع للمحاصيل الزراعية لهذا الموسم.
وتوفيّ أمس طفل صغير وقعَ في المياه الجارية، كما انهار عدد من المنازل بفعل الأمطار الغزيرة في ريف دير الزور، وفاض نهر الخابور في محافظة الحسكة المجاورة، وحدثت أيضاً سيول جارفة في الرقة، عقب انخفاض منسوب المجاري المائية بالمنطقة استمر ﻷسابيع.
وعلى الجانب التركي وصل عدد ضحايا السيول والفيضانات في منطقة “أورفا” جنوبي البلاد إلى 15 شخصاً، بعد العثور على جثة أحدهم في نفق صباح اليوم.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير نشره أمس الأربعاء، إن الجوع وسوء التغذية يرتفعان بشدة في سوريا، بينما يعاني أكثر من نصف سكانها من نقص الغذاء، بفعل الحرب، وتغيرات المناخ.
وأكدت “كورين فلايشر”، المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط، لوكالة “رويترز” أن “الوضع أسوأ من أي وقت مضى في سوريا”، حيث يعاني نحو 55 بالمئة من السكان البالغ عددهم 12.1 مليون شخص تقريباً نقصاً حاداً في إمدادات الغذاء، وهناك نحو 2.9 مليون آخرين “معرضون لخطر الوقوع في براثن الجوع”.
ويرتفع مستوى سوء التغذية وتخلف النمو لدى الأمهات واﻷطفال، وتظهر البيانات أنها وصلت لمستويات غير مسبوقة، فيما قالت “فلايشر”: “نحن قلقون للغاية بسبب ارتفاع الجوع بشكل حاد في سوريا”.
وزاد الزلزال الذي وقع في فبراير/ شباط الماضي من حجم الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ 12 عاماً، إلى جانب الانهيار الاقتصادي، وهو ما أثر بشكل خاص على شمال غربي البلاد.
ودعت المديرة الإقليمية إلى فتح نقاط العبور الداخلية، على خطوط التماس مع سلطة اﻷسد، مؤكدةً وجود مفاوضات مستمرة في هذا الأمر.
وقال البرنامج إنه سيُخفّض بشكل كبير مساعداته للمنطقة، اعتبارا من يوليو/ تموز المقبل، ما لم يوفر المانحون المزيد من التمويل.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداءاً عاجلاً للحصول على تمويل قدره 400 مليون دولار “لاستمرار المساعدات الإنسانية المقدمة للسوريين بعد الزلزال”، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي عن حاجته إلى 450 مليون دولار لتمويل العمليات الإغاثية لما يقارب 5.5 مليون سوري علماً أنها ستقوم بتخفيض محتويات السلة اعتباراً من أبريل/ نيسان القادم.
وتحتاج منظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF إلى 172.7 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدات إلى 4.5 مليون سوري بينهم 2.6 مليون طفل، بحسب بياناتها، فيما قالت منظمة الصحة العالمية WHO إنها بحاجة لتمويل قدره 33.7 مليون دولار من أجل سوريا.