ارتفع عدد حالات الانتحار في منطقة شمال غربي سوريا، بسبب عدة عوامل، منها سوء اﻷوضاع المعيشية عقب كارثة الزلزال الذي ضرب المنطقة في شهر شباط/ فبراير الماضي، وفقاً لفريق “منسقو استجابة سوريا”.
وأكد تقرير الفريق أن الحالات المسجلة منذ بداية العام الحالي ارتفعت إلى 9 حالات بينها 5 باءت بالفشل، وذلك بعد تسجيل حالة انتحار جديدة في الشمال السوري.
وكانت المنطقة قد شهدت العام الماضي 55 حالة انتحار، إلى جانب 33 محاولة فاشلة، بحسب بيانات الفريق.
وأشار التقرير إلى ازدياد المخاوف من ارتفاع عدد الحالات بعد الأحداث الأخيرة في عقب الزلزال والتأثيرات النفسية على المدى البعيد.
وتشكل النساء الفئة الأكبر في أعداد تلك الحالات “لعدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات التي يعانين منها”، باﻹضافة إلى اليافعين “غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم”.
كما ربط التقرير بين ظاهرة الانتحار وبين حالة عدم الاستقرار بالمنطقة، والتي “تشهد تزايداً ملحوظاً في المتغيرات الكثيرة والدورية بالشمال الغربي”.
وناشد الفريق كافة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، والعمل على تأمين فرص العمل بشكل دوري للحد من انتشار البطالة في المنطقة.
كما حثّ المنظمات على تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل، لمنع المجتمع المحلي من “الانزلاق إلى مشاكل جديدة تضاف إلى قائمة طويلة تعاني منها السكان المدنيون”.
وأوصى التقرير بإنشاء مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة، بعد انتشار ترويجها، والتعاون مع الجهات المسيطرة بالإبلاغ عن مروجيها، وخاصةً أن “متعاطي المخدرات يدخلون بحالة غياب للوعي الكامل وعدم القدرة على اتخاذ القرار أو منع أنفسهم من الانتحار”.
وبعد مرور أكثر من 37 يوماً على الزلزل في المنطقة، لم تتجاوز نسبة الاستجابة الإنسانية في شمال غرب سوريا أكثر من 21.7% فقط، بموجب تقرير منفصل للفريق نفسه، حيث أشار إلى تدهور اﻷوضاع وتقصير الأمم المتحدة ووكالاتها في إغاثة المنكوبين.
ومن المقرر أن تعقد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة المؤتمر الأول للمانحين في 20 آذار الحالي، في حين سيكون مؤتمر بروكسل في منتصف حزيران القادم.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداءاً عاجلاً لجمع 400 مليون دولار لاستمرار المساعدات الإنسانية للسوريين بعد الزلزال، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي WFP عن حاجته إلى 450 مليون دولار لتمويل العمليات الإغاثية لما يقارب 5.5 مليون سوري علماً أنها ستقوم بتخفيض محتويات السلة اعتباراً من أبريل القادم، وسط تشكيك كبير في شفافية طريقة جمع اﻷموال ووصولها إلى المستحقين.