شهدت محافظة إدلب ثلاث حالات انتحار خلال اليومين الماضيين، كان آخرها صباح اليوم الثلاثاء، وسط ارتفاع في معدلات الفقر وتصاعد حالة الضغط الاجتماعي والنفسي، مع انتشار البطالة وهبوط مزيد من السكان تحت خطّ الفقر.
وفي بيان بخصوص الظاهرة أشار فريق “منسقو استجابة سوريا” اليوم الثلاثاء، إلى “استمرار تسجيل عدد من حالات الانتحار ضمن السكان بسبب سوء الأحوال المادية للأهالي والنازحين والضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها”.
وتتركّز الضغوط بشكلٍ أساسيٍّ في أوساط النازحين مع “استمرار الضائقة المادية وحالة القلق الدائم المتواصلة من انقطاع مصادر الدخل أو النزوح من جديد نتيجة التهديدات المستمرة من قبل قوات النظام وروسيا”، وفقاً للبيان.
وقد تمّ خلال الساعات الـ24 الماضية تسجيل حالتي انتحار في المنطقة من قبل مدنيين، ليرتفع عدد الحالات الموثقة لدى “منسقو الاستجابة” إلى 75 حالة بينها 25 حالات باءت بالفشل منذ مطلع العام الجاري.
وشهدت مخيمات “كفرلوسين” بريف إدلب الشمالي، صباح اليوم حالة انتحار جديدة لشاب في العشرين من عمره، وهو من مهجري بلدة “معارشمارين” قرب “معرة النعمان” بريف إدلب الجنوبي، حيث أطلق النار على نفسه بشكل مباشر دون معرفة الأسباب.
وقبل ذلك، انتحر شاب من بلدة “كفريحمول” بريف إدلب أمس، بعد أن ترك رسالة مؤثرةً لخطيبته، وأول أمس، أحرق رجل ستيني منزله وقام بعد ذلك بقتل نفسه بحبوب الغاز في مدينة “سرمين” شرقي إدلب.
وبحسب إحصائيات “منسقو استجابة سوريا”، فإن معظم حوادث الانتحار تشمل فئة النساء “لعدم وجود من يساعدهم على تخطي الصعوبات التي يعانين منها”، واليافعين “غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم”.
ويضاف إلى ما سبق من أسباب؛ “عدم قدرة النازحين على العودة إلى مناطقهم وممتلكاتهم بسبب سيطرة النظام وروسيا على مدنهم وقراهم”.
وكرر البيان “مناشدة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم وخاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية والتهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية عنهم”.
وأوصى الفريق بإنشاء “مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة، وخاصةً بعد انتشار ترويج المخدرات والتعاون مع الجهات المسيطرة بالإبلاغ عن مروجي المخدرات وخاصة أن متعاطي المخدرات يدخلون بحالة غياب للوعي الكامل وعدم القدرة على اتخاذ القرار أو منع نفسهم من الانتحار”.
يُذكر أن حالات الانتحار في شمال غرب سوريا منذ بداية عام 2022 أودت بحياة 13 طفلاً، و16 امرأةً، و13 رجلاً، وفقاً لتقرير سابق للفريق ذاته.