أعلن “محافظ إدلب” في حكومة النظام “ثائر سلهب” أن “مجلس المحافظة” سيطرح الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها للنازحين خارج “مناطق سيطرة الدولة في إدلب” لـ”الاستثمار الزراعي”.
وتسيطر على المناطق المهجورة في شمال غربي سوريا، ميليشيات وقوات النظام، وخصوصاً الفرقة الرابعة التي تمنح اﻷراضي لأشخاص مستثمرين فيما يُعرف محلياً بـ”الضمان” ليقوموا بزراعتها لقاء إتاوات تعود للفرقة وقياداتها بشكل مباشر، وذلك منذ تهجير سكان المنطقة في نهاية 2019.
وأنكر “سلهب” أنباءً تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين حول مزادات علنية سيطرح من خلالها النظام أراضي النازحين للاستثمار الزراعي في مناطق “معرة النعمان وسراقب وأبو الظهور وخان شيخون” بريف إدلب.
وقال إن القرار يشمل “المتوارين عن اﻷنظار الموجودين في الشمال”، وكل نازح يعود ويسوي وضعه “يمكنه أن يقوم هو باستثمار أرضه”، مضيفاً أن “الأراضي التي يكون أصحابها غير موجودين هي فقط ستطرح للاستثمار من أجل زراعتها وخاصة بمادة القمح، أما كل مواطن موجود في مناطق سيطرة الدولة، فهو من يقوم باستثمار أرضه وزراعتها، وهذه الأرض لا تعرض للاستثمار وتحيّد عن الاستثمار”.
ويوجد في الشمال السوري نحو 4 مليون مهجّر من عموم سوريا، معظمهم قادمون من أرياف إدلب وحماة وحلب، وفقاً لتقديرات المنظمات اﻹنسانية واﻷمم المتحدة، ويعيش ما يقرب من مليون ونصف المليون منهم في مخيمات أو أبنية غير صالحة للسكن، بسبب تهجيرهم من قبل ميليشيات النظام وقواته.
وأضاف “المحافظ” الذي يعيش في مدينة “حماة” ويمارس أعماله من هناك، إن “اﻷراضي العائدة إلى المتوارين عن الأنظار هي عملياً أراضٍ خالية لا يوجد من يديرها، وبالتالي عن طريق وزارة الزراعة ومحافظة إدلب يتم إعطاؤها للاستثمار بهدف زراعتها بالقمح فقط”.
وكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية منذ أشهر عن انتهاكات واسعة جرت بحق العائدين إلى مناطق سيطرة النظام، داعيةً إلى عدم عودة أي نازح أو لاجئ قبل إجراء حل سياسي.
وادعى “سلهب” أن المحافظة تقوم حالياً بتجهيز مركز “النافذة الواحدة” لـ”التسوية” في مدينة معرة النعمان من أجل “استلام طلبات العودة ومعالجتها”، على أن يتم افتتاحه رسمياً غداً الأربعاء “لاستقبال المواطنين الراغبين في العودة”.
وكان مزارعو المناطق المذكورة قد اضطروا للنزوح أمام الهجوم العسكري الواسع بدعم روسي إيراني، بعد بذرهم للأراضي منتصف شتاء 2019، وقامت مجموعات النظام وميليشياته بحصادها ونهب عوائدها، فضلاً عن نهب البيوت والمحال بما فيها.