تواصل المنظمات اﻹغاثية والصحية إطلاق التحذيرات من تفشي أمراض معدية في شمال غربي سوريا، وخصوصاً “الكوليرا” التي تجتاح البلاد منذ العام الماضي، مع ضعف البنية التحتية والصحية وضعف جهود الاستحابة اﻹنسانية.
وكانت منظمة “الدفاع المدني السوري” قد أعلنت أمس اﻷربعاء عن وفاة حالتين جديدتين جراء الوباء، مؤكدة تفاقمه بعد الزلزال الذي ضرب البلاد وخلف الدمار والخراب وأدى إلى تضرر المرافق الصحية والمياه.
وتتفاقم المخاوف مع اقتراب موسم الصيف، حيث يقول مدير الصحة في “حكومة اﻹنقاذ” بإدلب “زهير القراط”، للتلفزيون اﻷلماني DW؛ إن زيادة الوباء متوقعة “بسبب مراكز الإيواء والمخيمات التي لم يتم تأمين بنية تحتية صحية حقيقية لها خاصة ما يتعلق بالصرف الصحي ومياه الشرب”.
ويرجّح “القراط” أن تتفاقم أوضاع الوباء، مضيفاً بالقول: “لم نبدأ بحملة التلقيح بعد بسبب تأخر وصول اللوجستيات (الشحنات) وإن بدأت فإن كمية مليون و702 ألف جرعة غير كافية لتلقيح كل سكان شمال غرب سوريا، ولذلك نحن بحاجة للإسراع والقيام بحملة التلقيح في أقرب وقت ممكن”.
من جانبها قالت الطبيبة “بارنيان بارفانتا”، نائبة رئيس فرع منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا: “في ظل نقص المياه النظيفة والمرافق الصحية، فإن انتشار الكوليرا من جديد على سبيل المثال أمر ممكن، كما شهدنا ذلك من قبل في المنطقة”.
وبلغ العدد الإجمالي المسجل للوفيات جراء الكوليرا في شمال غربي البلاد 22 حالة وفاة إضافة إلى 568 حالة إصابة “حياتهم غير مهددة”، وذلك منذ تفشي الوباء العام الماضي.
وقال أحد المصابين “محمد أبو إبراهيم” من سكان منطقة “الأتارب” في محافظة إدلب، إنه نجا بأعجوبة من الزلزال حيث تم انتشاله من تحت الأنقاض ونقله إلى مركز لإيواء المتضرري، وهناك أصيب بالإسهال فتم نقله إلى مركز معالجة مصابي الكوليرا وتبين أنه مصاب.
وبعد أن تلقى العلاج، أصبح وضع “أبو إبراهيم” جيداً، لكنه قال إن “الوضع في مركز الإيواء سيء، وخاصة ما يتعلق بشبكة الصرف الصحي”، وهو ما أكدته منظمة “الخوذ البيضاء”، حيث قالت في تغريدة أمس اﻷول إن دمار البنية التحتية وخطوط المياه والصرف بعد الزلزال زاد من احتمال تفشي الوباء بالمنطقة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أرسلت مساعدات تشتمل على المضادات الحيوية ومسكنات الآلام وإمدادات علاج الصدمات وأدوية الأمراض غير المعدية إلى عموم البلاد، بينما قال مسؤولوها إنهم يعملون لضمان توفير المياه والصرف الصحي بشكل أفضل في شمال غرب سوريا.
ووصلت جرعات من لقاحات الكوليرا التي تؤخذ عن طريق الفم، إلى سوريا وتم تسليمها لسلطة الأسد قبل أن يعاد إرسالها إلى شمال شرق وشمال غرب البلاد حيث كانت حصة اﻷخيرة هي 1,7 مليون جرعة.