أينما توجّهت في شوارع وأحياء مدينة إدلب، في شمال غربي سوريا، تجد سكاناً مجتمعين في خيام أنشئت على عجل، في شتى اﻷماكن، بدافع الخوف من تكرار الهزات، وذلك بالرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها.
وفيما تعجّ الشوارع بالمارة وتستمر عمليات البيع والشراء في اﻷسواق، فضّل البعض البقاء في العراء، بسبب تخوّفه من “تنبّؤات” انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان العالم الهولندي “فرانك هوغربيتس”، قد تحدّث عن زلزال قادم قد يضرب أي منطقة في العالم خلال اليومين الثاني أو الخامس أو السابع من شهر آذار/ مارس الحالي، قد تصل قوته إلى 8 درجات.
وفيما لم يحدّد مكانه فقد حذّر من أن المناطق النشطة زلزالياً كمنطقة صدع اﻷناضول قد تكون أكثر عُرضة.
علماء آخرون نفوا صحة تقديرات “فرانك” جملةً وتفصيلاً، مؤكدين عدم صحة النظرية التي يعتمد عليها في الربط بين الهزات ووضعيات الكواكب بالنسبة للأرض، وينقسم الباحثون بين أقلية مؤيدة وأكثرية معارضة.
يقول “جميل . ح” لقناة “حلب اليوم” إنه لم يقطن الخيمة بناء على تخوفه من التنبؤات، لكنه اضطر لذلك مع ظهور تشققات مخيفة في منزله بالطابق الرابع، بينما تستمر الهزات الارتدادية.
وأكد أنه سيبقى في خيمته ريثما يبحث عن منزل مناسب في أرياف المدينة، لكونه نازحاً وليس من سكانها، حيث يوضح أنه غير مضطر للسكن في عمارات بعد اليوم.
أما “عبد الجليل . ع” فيؤكد أنه مقتنع بتلك “التنبؤات” مستشهداً بإطلاق تحذيرات قبل زلزال 6 شباط، والهزة التي ضربت أنطاكيا في 20 شباط وكانت بقوة 6.5 درجات، حيث يعتبر أن عليه أن “يأخذ باﻷسباب”.
وعادت خلال اﻷيام الماضية الحياة إلى طبيعتها في المنطقة، باستثناء المناطق التي دمرت بشكل كامل على الحدود التركية، وذلك عقب انتشار حالة من الهلع بعد زلزال “أنطاكيا”.
وارتفعت أسعار الخيام بشكل كبير مع ندرتها، بينما يلجأ البعض إلى “تفصيلها” مقابل 300 دولار أمريكي تقريباً، وذلك بحسب المواصفات.
وأعرب “جميل . ح” عن غضبه من عدم حصوله على أية مساعدة بالرغم من تضرره بشكل كبير، متسائلاً عن سبب ذلك رغم وصول قوافل كثيرة إلى الشمال الغربي، كما بدا ساخطاً من ارتفاع أسعار الخيام.
يُذكر أن أكثر من مليون ومئة ألف شخص تعرضوا للضرر بشكل أو بآخر في منطقة الشمال الغربي بسبب الزلزال، وفقاً لتقديرات فريق “منسقو استجابة سوريا”.