أكد فريق “منسقو استجابة سوريا”، أن سلطة اﻷسد واصلت قصف واستهداف المدنيين بعد كارثة الزلزال المدمر، داعياً الدول التي تسعى للتطبيع معه تحت شعار المساعدات اﻹنسانية إلى التوقف عن دعمه، وإيصال الإغاثة لمستحقيها في المناطق الخارجة عن سيطرته.
وقال الفريق في رسالة وجهها إلى “كافة الجهات الساعية للتطبيع مع سلطة اﻷسد تحت مسمى تقديم المساعدات الإنسانية بعد الزلزال الأخير، سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو الدولي”؛ إنه “استهدف مناطق شمال غرب سوريا منذ تاريخ الزلزال في 06.02.2023 وحتى اليوم الثلاثاء أكثر من 84 مرة”.
وأوضح أن الجزء الأكبر من القصف تركز على مناطق تضم كثافة سكانية مرتفعة، حيث تزامنت الاستهدافات المستمرة مع نزوح الآلاف من المدنيين نتيجة الزلازل الأخير، ومقتل أكثر من 4000 مدني، وبقاء الآلاف منهم في العراء بعد تضرر منازلهم وضعف الامكانيات لتأمين الخيام للمتضررين.
ولفت إلى أن كافة مناطق سوريا شهدت عمليات استجابة إنسانية من مختلف الدول، إضافة إلى عمليات الأمم المتحدة من خلال إرسال قوافل كثيرة عن طريق البر والبحر والجو، حيث اقتصرت العمليات الإنسانية في شمال غرب سوريا على عبور القوافل عبر الحدود فقط، في حين انفردت قوات سلطة اﻷسد بكافة القوافل الواردة من مختلف الجهات.
وعلى الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، “لوحظ استمرار التوثيق لأرقام خيالية لحجم المساعدات الإنسانية الواصلة وهي أرقام فيما لو قدرت كمبالغ مالية لوصلت إلى ميزانية سوريا لعام 2023، لكن بالمقابل لم تشهد عمليات الاستجابة الإنسانية أي تحسن فعلي بعد ثلاثة أسابيع من الكارثة”.
وقدّر الفريق كمية المساعدات الواصلة إلى مناطق شمال غرب سوريا بـ 1511 شاحنة، بينما بلغ وزن المواد التي دخلت كمساعدات إلى الداخل السوري: 22,784 طن.
وشملت المساعدات الإنسانية الداخلة إلى مناطق سيطرة سلطة اﻷسد من ثلاثة اتجاهات بحرية وبرية جوية (القسم الأعظم)؛ 253 طائرة من 33 دولة، فيما بلغ وزن المواد المقدمة عبر الطرق الجوية: 23,116 طن، وبلغ عدد الشاحنات الواصلة إلى مناطق سيطرة سلطة اﻷسد 715 شاحنة؛ ووزن المواد المقدمة عبر الطرق البرية: 14,844 طن، وبلغ عدد الشحنات البحرية الواصلة إلى مناطق سيطرة النظام 8 شحنات، وبلغ وزن المواد المقدمة عبر الطرق البرية: 5,733 طن.
ولا تشمل الأرقام السابقة عمليات التبرع النقدية التي تجاوزت أرقاماً كبيرة، كما لا تشمل مبالغ التخصيص المقدمة من قبل الأمم المتحدة عقب الزلزال.
وحصل الشمال السوري على ما نسبته 34.85% من إجمالي المساعدات، مقارنةً بـ 65.15% وصلت إلى مناطق سلطة اﻷسد، بينما بلغت نسبة الاستجابة الإنسانية في شمال غرب سوريا 13.18% فقط من إجمالي المتضررين، وبلغت نسبة الاستجابة الإنسانية في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد 49.83 %.
وحمّل الفريق كافة الجهات الموجودة على الأرض المسؤولية الكاملة عن التخبط في الاستجابة الإنسانية في المنطقة، موضحاً أنه “وبعد ثلاثة أسابيع من الزلزال لم نشهد أي خطة موحدة لعمليات الاستجابة، إضافة إلى تراكم الأخطاء وسطوة جهات على حساب أخرى في العمليات الإنسانية”.
كما دعا إلى “مراجعة شاملة لإدارة العمليات الإنسانية في سوريا عامة وفي شمال غرب سوريا تحديداً”، وذلك بناءً على الأرقام و المعطيات السابقة.