أعلنت منظمة الصحة العالمية عن رفع نشاطها لدعم جهود اﻹغاثة الصحية في سوريا، عقب الكارثة التي ضربت المنطقة في مطلع الشهر الجاري.
وقال “ريك برينان“، مدير قسم عمليات الطوارئ لمنطقة شرق المتوسط بالمنظمة، في إفادة صحفية أمس اﻷربعاء: “نتحرك بسرعة كبيرة الآن مع شركائنا للاستفادة من هذا التوقف المؤقت في العقوبات، لقد بدأنا بالفعل في طلب المعدات والإمدادات، ونعمل مع شركاء الأمم المتحدة على نهج جماعي للاستفادة من التوقف”.
وانتقدت العديد من المنظمات السورية إرسال المساعدات إلى النظام ليقوم بتسليمها إلى شمال غرب سوريا “عبر خطوط التماس”، داعيةً ﻹرسالها من اﻷراضي التركية.
وحذّر خبراء من ارتفاع احتمال تفشي الأمراض في شمال غرب سوريا حيث كان للمنطقة النصيب اﻷكبر من الدمار، وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية إنها زادت إمداداتها من المضادات الحيوية ومسكنات الألم وإمدادات علاج الصدمات وأدوية الأمراض غير المعدية إلى سوريا، مع التركيز بشكل رئيسي على المنطقة في شمال غرب البلاد.
وقالت “كاثرين سمولوود”، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا، إن المنظمة أعادت قنوات التوزيع داخل سوريا ونقلت أكثر من 139 طناً من الإمدادات الطبية الإضافية بما في ذلك مضادات حيوية وإمدادات أخرى خاصة بالجراحات إلى المناطق المتضررة.
وأكد مسؤولو المنظمة أنهم يعملون لضمان توفير المياه والصرف الصحي بشكل أفضل في شمال غرب سوريا، مع 1.7 مليون جرعة من لقاحات “الكوليرا” التي تؤخذ عن طريق الفم حيث يخططون لتوفيرها للمجتمعات الأكثر ضعفاً بحلول الأسبوع الأول من شهر مارس/ آذار.
وتشهد مناطق شمال غرب سوريا أزمة إيواء كبيرة عقب الزلازل الأخيرة في المنطقة، وسط ارتفاع كبير في أعداد النازحين الذين تجاوز عددهم أكثر من 189,843 بينهم 55,362 نازح، وفقاً لبيانات فريق “منسقو استجابة سوريا”.
ويستمر لجوء الآلاف من المدنيين إلى الشوارع و الطرق العامة، مع استمرار النشاط الزلزالي والهزات الارتدادية في المنطقة، كما تخلت آلاف العائلات عن مساكنها غير المتضررة واختارت البقاء في المناطق الخالية المنخفضة خوفاً من أي حالة تدمير جديدة للمنازل والتي تحتاج بمعظمها إلى عمليات فحص هندسي للتأكد من صلاحيتها، وفقاً للفريق.
وتطالب المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بدعمها لتأمين الخيام بشكل أكبر، كحلول مؤقتة لإيواء المتضررين، وتُقدر الحاجة الأولية إلى الخيم بأكثر من 20 ألف خيمة كحل مؤقت ريثما تتم عمليات الإصلاح وعودة المدنيين إلى منازلهم.
ويحذّر مسؤولون صحيون من تبعات سلبية لتلك التجمعات على انتشار اﻷوبئة، خاصة مع احتمال تضرر شبكات الصرف الصحي جراء الهزات وإمكانية اختلاط مياهها بمياه الشرب.
وكانت المنظمات والجهات المعنية في شمال غرب سوريا قد أطلقت خلال اﻷيام الماضية حملةً جديدة لتطعيم السكان ضدّ وباء “الكوليرا“.