حذّرت عدة تقارير من تصاعد وباء “الكوليرا” في شمال غربي سوريا، في مقابل تراجعه النسبي بمناطق سيطرة النظام ومنطقة شرق الفرات، على خلفية تأخر وصول اللقاحات.
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير مشترك مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنها سجّلت 100 حالة وفاة في سوريا نتيجة المرض، حتى اليوم.
وأكد التقرير الذي صدر أمس الاثنين، وجود 77 ألف و561 حالة إصابة مشتبه فيها في سوريا، منذ إعلان تفشي المرض في 25 من آب 2022، حتى 7 من كانون الثاني الحالي، فيما بلغ عدد الحالات الإيجابية للإصابة بالمرض ألف و893 حالة، بمعدل وفاة 0.13%.
وشمل التقرير كافة المحافظات السورية، مشيراً إلى انخفاض عدد الحالات المشتبه فيها المبلغ عنها بشكل كبير في بعض المناطق، وذلك على الرغم من ازدياد إجمالي عدد الحالات التراكمية.
وأوضح أنه تمّ التبليغ عن 15 ألف و890 حالة مشتبه فيها منذ 18 من كانون الأول 2022، وأنه بمقارنة الأسبوع الأول من 2023، مع الأسبوع الذي سبقه، لوحظ انخفاض في عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالمرض بنسبة 11%، حيث كان معظم الانخفاض من مناطق سيطرة النظام بنسبة 66%.
في المقابل أظهرت بعض مناطق شمال غربي سوريا زيادة في عدد الحالات من بينها مناطق الدانا وأريحا بريف إدلب، وعفرين واعزاز بريف حلب، بينما أُبلغ عن إجمالي 6561 حالة مشتبه بها، وسبع حالات وفاة مرتبطة بها، خلال الفترة المذكورة، في مخيمات النازحين.
ضرورة الوقاية
أعلنت منظمة “الدفاع المدني السوري”، في تقرير نشرته صباح اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات بالمرض في شمال غربي البلاد، حيث بلغت حصيلة الوفيات 20 حالة، فضلاً عن تسجيل 555 حالةً إيجابية.
ودعت المنظمة السكان إلى الانتباه لمصادر مياه الشرب وغلي الماء قبل شربه، “إن لم تكن معقمة بالكلور الخاص بتعقيم المياه وبإشراف جهات طبية”، وإلى طهي الطعام بشكل جيد، وغسل الخضراوات قبل تناولها.
وعود مؤجلة و”ازدواجية في المعايير”
أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” على استمرار تسجيل الإصابات بمرض الكوليرا في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا للأسبوع الـ20 على التوالي.
وكانت أول إصابة بمرض الكوليرا قد سُجلت في سوريا نهاية آب الماضي من عام 2022، بشمال شرقي البلاد.
وبلغ عدد الحالات المشتبهة بإصابتها داخل مخيمات النازحين في سوريا أكثر من 6,893 حالة، مع وجود أكثر من تسعة وفيات مرتبطة بالمرض، وفقا لتقرير الفريق.
وتُظهر اﻹحصاءات أن “الفئات الأكثر تضرراً هي الأطفال واليافعين ضمن المخيمات”، بينما لوحظ خلال الأسبوعين الأخيرين تزايد عدد الحالات، وخاصةً في مناطق “عفرين والدانا وحارم” والتي “تضم أعداداً كبيرة من النازحين على عكس باقي المناطق السورية التي شهدت انخفاض ملحوظا في أعداد الإصابات وتحديداً مناطق سيطرة النظام”.
وأشار التقرير إلى توريد ملايين الجرعات من اللقاحات لمناطق سيطرة النظام، بحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية WHO واكتمال عمليات التلقيح فيها وفي مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بشكل كامل في كل من الحسكة والرقة ودير الزور وحلب.
وبينما لازالت مناطق شمال غرب سوريا “تنتظر حتى الآن توريد اللقاحات الخاصة بالكوليرا حتى الآن مع وعود مؤجلة وموافقات طويلة للحصول عليها، بالرغم من وصول عدد الحالات المشتبهة بالكوليرا في شمال غرب سوريا إلى 37,738 حالة لتحتل المنطقة المرتبة الأولى في أعداد الحالات في سوريا”.
وجدّد التقرير التحذير من “ممارسة ازدواجية المعايير التي تقوم بها المنظمات الدولية اتجاه حقوق المدنيين في الشمال السوري، وهذا ما لوحظ من خلال إبطاء دخول المساعدات الإنسانية وخاصةً الطارئة والتي تتعلق بالقطاع الطبي في المنطقة”.
وطالب “منسقوا الاستحابة” الوكالات الدولية والمنظمات الانسانية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم الصحي اللازم للمؤسسات الصحية في المنطقة، والعمل على احتواء الأمراض المنتشرة والحد من انتشارها.
كما أشار إلى أهمية تقديم الدعم اللازم للسكان المدنيين في المنطقة في ظل ارتفاع أسعار المواد بشكل كبير يفوق قدرة المدنيين على تأمينها بشكل يومي، وأبرزها المياه ومواد التعقيم والمواد الأخرى.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية سلّمت مخصصات الشمال الغربي والشرقي من اللقاحات ضدّ الكوليرا لنظام اﻷسد، منذ عدّة أشهر، وما تزال حتى اﻵن في دمشق، في انتظار نقلها “عبر خطوط التماس”.