استطاع الناشطون والجهات المعنية في شمال غربي سوريا لم شمل طفلة رضيعة، ولدت خلال الزلزال، مع عمتها وزوجها بعد وفاة كافة أفراد عائلتها، حيث بقيت في مشفىً تحت المتابعة لمدة أيام.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد احتفت بمقطع يظهر أحد رجال الإنقاذ وهو يخرج الرضيعة المولودة حديثاً من تحت الأنقاض، بالرغم من وفاة والدها “عبد الله مليحان” ووالدتها “عفراء مليحان” في الزلزال مع باقي أطفالهما في مدينة “جنديرس” قرب عفرين شمالي حلب.
وتمّ تحويل الطفلة إلى مستشفى “جيهان” القريب، حيث تلقت الرعاية بينما تمكن المسعفون من التحقق من هويات أقاربها، “حلا” وزوجها “خليل السوادي” وجرى تسليمها أمس السبت.
وسمى الزوجان المولودة الجديدة “عفراء”، على اسم والدتها المتوفاة، وقال الزوج لوكالة “رويترز” إن هذه الطفلة تعني الكثير له ولأسرته بعد أن فقدت أسرتها بالكامل، مضيفا أنها ستبقى ذكرى له ولزوجته ولجميع الأقارب في قرية أمها وأبيها.
وانضمت “عفراء” إلى ابنة عمتها التي ولدت حديثاً بعد الزلزال بثلاثة أيام، وقال “السوادي” إنه سيربيهما معاً، مبيناً أنه تم اتخاذ إجراءات قانونية للتأكد من أن زوجته هي عمة الطفلة، فضلاً عن فحص الحمض النووي.
وكانت “جنديرس” التي يعيش فيها “السوادي”، واحدة من أكثر المدن تضرراً في الشمال، حيث خلفت الكارثة الكثير من الأطفال الأيتام، فضلاً عن الدمار الواسع.
واقترب عدد ضحايا زلزال السادس من فبراير/ شباط، من الستة آلاف شخص، معظمهم في شمال غربي البلاد، باﻹضافة لأكثر من 39 ألف قتيل في تركيا، وعشرات آلاف المشردين على الجانبين.
وكانت المنظمات العاملة في شمال غربي البلاد قد أعلنت أنها خصصت مراكز ﻹيواء اﻷطفال ممن فقدوا ذويهم، وأنها ستتخذ إجراءات صارمة لمتابعة شؤونهم ومنع عمليات التبني العشوائية.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان نشره يوم الخميس، إن عدد النازحين الموثقين منذ وقوع الكارثة بلغ 171,843 نسمة مع استمرار الإحصاء، فيما بلغ عدد النازحين القاطنين في مراكز الإيواء 35,843 نسمة؛ أي ما يعادل 7,122 عائلة موزعين على 172 مركز منتشر في إدلب وريف حلب.
ولا تزال المساعدات الأممية ضمن الحدود الدنيا، حيث بلغ عددها خلال أسبوع واحد 114 شاحنة فقط (93% منها عبر معبر باب الهوى فقط) على الرغم من افتتاح معبرين إضافيين، ومن المتوقع دخول 24 شاحنة أممية من معبري باب الهوى وباب السلامة.
من جانبها وثقت منظمة “الدفاع المدني السوري” انهيار أكثر من 550 مبنى، وتضرر أكثر من 1570 مبنى بشكل جزئي، فضلاً عن تصدّع آلاف المباني والمنازل في عموم المناطق التي ضربها الزلزال بالشمال السوري.