أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أن حكومة الاحتلال تدرس إمكانية تزويد “كييف” بمنظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ، بعد عدّة أشهر من المطالبة الملحة من قبل الرئيس اﻷوكراني “فلوديمير زيلينيسكي“.
وقال “نتنياهو” في حديث لتلفزيون إسرائيلي، نشرت فحواه صحف عبرية أمس السبت، إنه سيبحث أولاً التداعيات السياسية المحتملة لهذه الخطوة، قبل اتخاذ القرار، وذلك بعد الانتهاء من عملية تشكيل الحكومة، والتي باتت قريبة، حيث “ستدرس ما إذا كانت ستزود أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية”، مضيفاً: “نحن الآن بصدد صياغة سياستنا”.
وكان “زيلينيسكي” قد خاطب وسائل اﻹعلام اﻹسرائيلية، الصيف الماضي، متسائلاً لماذا تتجاهل إسرائيل ما يحدث مع إشارته إلى البعد الديني اليهودي في أوكرانيا، بينما أكد سياسيون وعسكريون إسرائيليون الحرص على عدم إغضاب روسيا وبقاء قناة التواصل معها بشأن سوريا مفتوحة.
وأضاف “نتنياهو”: “سنتحقق من توفر المنظومة وكذلك سياستنا ومصالحنا في المنطقة، من المحتمل أن يكون دعم إسرائيل لأوكرانيا في مجالات أخرى”، موضحاً أن “أحد الاعتبارات الرئيسية في اتخاذ هذا القرار هو رغبة الحكومة الإسرائيلية في عدم الدخول في صراع عسكري مع روسيا أو القوات الجوية الروسية التي تعمل في المنطقة، بما في ذلك في الأجواء السورية”.
وتعمل إسرائيل على استهداف ميليشيات إيران في سوريا عبر التنسيق المشترك مع روسيا، بموجب تفاهمات توصل إليها “نتانياهو” مع “بوتين” في موسكو، عام 2017.
وأشار رئيس الوزراء اﻹسرائيلي إلى وجود “اعتبارات إضافية لا يتطلب من الدول الأخرى (في إشارة للولايات المتحدة) أخذها في الاعتبار”، مستطرداً بالقول: “لا يمكنني تقديم أي وعود، علينا أن نرى ما هي الخيارات المتاحة وأن نأخذ مصالحنا في الحسبان”.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت إسرائيل مراراً إلى تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، وهو ما ردّ عليه مسؤولون إسرائيليون بدعوة اﻷمريكيين لتقديم المساعدة من قبلهم، وتحديداً منظومة القبة الحديدية.
وأشار وزير الخارجية اﻷمريكي “أنتوني بلينكن”، في مؤتمر صحفي جمعه مع “نتنياهو”، منذ أيام إلى أن مواجهة إيران التي تساعد روسيا في غزوها ضدّ “كييف”، تؤكد على “الحاجة إلى مساعدة أوكرانيا أيضاً في الجانب الأمني وليس الإنساني فقط”.
روسيا تهدّد
حذّرت روسيا إسرائيل من اتخاذ خطوات عسكرية ضدها، في حال سلمت أسلحة إلى أوكرانيا، وسط تصاعد للتوتر مع دول الغرب، بسبب البدء بإرساله الدبابات لمواجهة الغزو.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا“، في تعليقها على تصريحات “نتنياهو”: “نحن لا نصنّف الدول بحسب الجغرافيا”، موضحة أن “كل الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أننا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافاً مشروعة للقوات الروسية”.
وكان نتنياهو قد قال في تصريحات لشبكة “سي إن إن” اﻹمريكية إنه يدرس مسألة إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، مبدياً استعداده للعب دور الوسيط في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
يُذكر أن القوات الروسية استطاعت تحقيق تقدم بري كبير خلال اﻵونة اﻷخيرة، مما يهدّد بإمكانية احتلال البلاد، وسط دعم مستمر من دول حلف الناتو.