لا يزال حيّا “الأشرفية” و”الشيخ مقصود” الخاضعان لسيطرة قوات “قسد”، في مدينة حلب، يرزحان تحت حصار خانق من قبل قوات نظام اﻷسد، منذ شهر آب/ آغسطس الماضي، وذلك ﻷسباب غير معروفة.
وكشف موقع “نورث برس” المقرب من “قسد” عن نقص في مادة الخبز جراء الحصار المفروض منذ نحو خمسة أشهر، والذي تمّ تشديده منذ أكثر من ثلاثة أشهر مضت، مما أجبر السكان على شراء الخبز بأسعار مضاعفة، جراء منع إدخال المحروقات والمواد الغذائية والأدوية.
وكانت منظمة العفو الدولية، قد طالبت في بيان أصدرته يوم الثلاثاء الماضي، برفع “الحصار الوحشي” المفروض على المدنيين في الأحياء ذات الغالبية الكردية بالمدينة.
وسيطرت “وحدات حماية الشعب” YPG التابعة لقوات “قسد” على الحي بين عامي 2012 و2013، ولعبت دوراً محورياً فيما بعد في دعم قوات النظام والروس والميليشيات اﻹيرانية في إطباق حصار اﻷحياء الشرقية وممن ثمّ سقوطها في عام 2016.
وتتفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية للسكان حالياً، بسبب منع إدخال أبرز المواد المعيشية، من قبل حواجز “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات اﻷسد، وفقاً لما أكده “صلاح أحمد”، الإداري في “لجنة الاقتصاد” التابعة لـ”اﻹدارة الذاتية” بالحيّين.
وتوجد في “الشيخ مقصود” و”اﻷشرفية” 7 أفران؛ تعاني من نقص حاد في مادة الطحين، ما أدى لتراجع الإنتاج بشكل كبير، حيث يؤكد “أحمد” أن هذا التراجع “أحدث فجوة في تغطية حاجة جميع السكان من الخبز في هذه المنطقة المحاصرة”.
وفيما تُباع ربطة الخبز بـ 200 ليرة في الأفران، فقد وصل سعرها في المحال التجارية إلى 3000 ليرة، حيث تُباع عن طريق التجار من خارج الحي وسط ضعف في القدرة الشرائية للسكان، الذين يضطرون يومياً للتوجه إلى الأفران في ساعات الصباح الباكر بهدف الحصول على الخبز، وتعود نسبة كبيرة منهم خالية الوفاض بسبب قلة الكمية وقلة ساعات عمل الأفران، بحسب المصدر نفسه.
من جهته قال الشاب “محمد رشيد” من حي “الشيخ مقصود”، إنه يتجه يومياً في السادسة صباحاً لفرن قريب من منزله بهدف تأمين الخبز، وإلا فإنه سيضطر إلى الشراء من تجار من خارج الحي بسعر لا يستطيع دفعه.
وكانت “ديانا سمعان”، الباحثة المعنية بشؤون سوريا في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو في “بيروت”، قد أكدت أن الأزمة الإنسانية في المنطقة المحاصرة باتت “رهيبة”، بسبب قطع الوقود وغيره من الإمدادات الضرورية، فضلًا عن إعاقة عمل المنظمات التي تقدّم المعونة، مضيفةً أن النظام “ملزمٌ بموجب القانون الدولي بضمان إمكانية حصول السكان على ما يكفي من الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى”، بوصفه يمثل “الحكومة” في البلاد.
يُذكر أن منطقة “تل رفعت” الخاضعة لسيطرة “قسد” في ريف حلب، تأثرت سلباً بالحصار لكونها مرتبطة بالحيين المذكورين، وقد نقلت “منظمة العفو” عن “سكان يعيشون في تلك المنطقة”، في تقرير سابق أن الحصار بدأ بالتزامن مع انطلاق المحادثات بين تركيا والنظام، وهو ما اعتبرته “سمعان”، “حرماناً لعشرات الآلاف من سكان حلب من الإمدادات الأساسية بسبب اعتبارات سياسية”.