أمهلت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” النظام مدة 48 ساعة لفك الحصار عنها في أحياء “الشيخ مقصود” و”الأشرفية” بمدينة حلب، شمالي سوريا، ملوحةً بمحاصرة مربعاته الأمنية في مدينتي “القامشلي” و”الحسكة” بالشمال الشرقي، وفقاً لمصادر محلية.
وكانت قوات النظام قد ضيّقت الخناق على مواقع قوات “قسد” المتداخلة مع مناطق سيطرتها في حلب، منذ نحو شهرين، ﻷسباب مجهولة، بينما تشهد المنطقة حالةً من الترقب والتوقع لهجوم تركي وشيك.
وقالت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “قسد” إنها علّقت الدوام المدرسي في حيي “الشيخ مقصود” و”الأشرفية”، اعتباراً من يوم أمس اﻷحد، جراء انقطاع المحروقات، باﻹضافة إلى تعليق كافة الخدمات.
وتمنع “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام دخول المحروقات والغاز والمواد الغذائية إلى الحيّين اللذين يسكنهما حوالي 200 ألف شخص، وفقاً لما ذكره “مصدر مقرب من الإدارة الذاتية” لصحيفة “العربي الجديد”.
وقال المصدر إن قوات “الأسايش” التابعة لـ”قسد” ستبدأ خلال فترة قريبة بحصار المربع الأمني في مدينة “القامشلي” بمحافظة الحسكة، ما لم يقم النظام بفك الحصار المفروض في حلب.
ويحتفظ النظام بجيوب ومربعات أمنية ضمن مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا، حيث يُضطر عناصره وضباطه إلى المرور عبر حواجزها والخضوع للتفتيش.
وكان عناصر من “اللواء 148” التابع لقوات النظام قد اشتكوا في رسالة جماعية نشرتها إحدى الصفحات الموالية منذ أشهر، من التعرّض للإهانة واﻹذلال على حواجز قوات “قسد”، أثناء توجّههم لحماية حقول “الثورة” النفطية.
ويحتفظ النظام بوجود محدود لقواته ضمن مدينتي “القامشلي” و”الحسكة”، حيث سمحت له “قسد” بذلك ضمن تفاهمات معينة، من ضمنها الحفاظ على دوائره الحكومية.
وتعيش مدينة حلب حالة صعبة بسبب أزمة المحروقات، وقد خفضت المصانع المتبقية من إنتاجها، بسبب عدم توفر الوقود، وأغلقت بعض المصانع أبوابها حتى مطلع الأسبوع القادم، بينما تغلق المحلات التجارية والأسواق أبوابها مع مغيب الشمس بسبب عدم توفر الوقود والكهرباء.
وخفضت الأفران الخاصة إنتاجها بسبب عدم وجود كميات كافية من الديزل لتشغيل الآليات، فيما يعتمد السوريون في مناطق سيطرة اﻷسد على المحروقات التي تباع في “السوق السوداء” تحت إشراف ضباط من قوات النظام وميليشياته، لكنّها أصبحت شحيحة مع وصول سعر صفيحة البنزين إلى 250 ألف ليرة.