توقّعت صحيفة “هآرتس” العبرية اندلاع صراع مسلّح جديد في الجنوب السوري، وتحديداً بمحافظة السويداء، بسبب استمرار الاحتقان بين مختلف اﻷطراف، مع غياب الحلول على اﻷرض، وعجز اﻷطراف الفاعلة عن تلبية مطالب أبناء المحافظة.
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان “حرب صغيرة تلوح في الأفق جنوب سوريا.. قد تجد إسرائيل نفسها متورطة”، إن ما أسمتها “القوات الدرزية” في إشارة إلى المجموعات المسلحة بالسويداء وعلى رأسها حركة “رجال الكرامة” هي “على خلاف مع الميليشيات الموالية لإيران وحزب الله والجنود الروس وقوات النظام”، محذرةً من أن “المواجهة العنيفة التي قد تجر إسرائيل إلى الحرب؛ ليست سوى مسألة وقت”.
وأضافت أن الأردن ناشد أيضاً روسيا لإيجاد حل، و”بالفعل استجابت موسكو بسرعة، وزادت من دورياتها وأقامت مواقع حراسة إضافية على طول الحدود مع الأردن”، كما تحاول “الآن تجنيد مجموعات من المقاتلين من منطقة السويداء لمحاربة تهريب المخدرات”، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” اﻷمريكية عن الصحيفة.
وبحسب المصدر، فإن موسكو طلبت من “الشيخ يحيى الحجار”، قائد حركة “رجال الكرامة”، تجنيد 1500 مقاتل في هذا الإطار، لكنه رفض ذلك “عملاً بمبدأ الحياد الذي اعتمده أهالي السويداء”، إلا أن الصحيفة تؤكد أن هذا الموقف “لن يمنع الدروز من مكافحة تهريب المخدرات واعتقال المهربين وتسليمهم للسلطات”.
واستدرك التقرير بأن “هذه الخطوة قد تكون غير مجدية لأن هؤلاء المهربين يعملون، من بين أمور أخرى، في خدمة النظام أو على الأقل في خدمة الميليشيات الموالية لإيران في سوريا”، وفي ظل الاختلافات بوجهات النظر بين القوات المحلية بالسويداء من جهة والميليشيات الموالية لطهران والقوات الروسية من جهة ثانية، فإن كل ذلك “قد يتحول إلى مواجهة عنيفة ربما تصبح فيما بعد حرباً إقليمية صغيرة”.
واعتبرت “هآرتس” أن المسألة هي “مسألة وقت ليس إلا”، وبالرغم من أن إسرائيل حالياً غير معنية بهذا كله، لكن “إطلاق صاروخ عرضي” باتجاه الأراضي المحتلة، أو “أي استفزاز من نوع آخر”، سيكون “كافياً لجرّها لهذا الصراع وربما حتى تبادل الضربات مع أحد الطرفين”.
يُذكر أن “الحجار” أكد في حديث لصحيفة “الشرق اﻷوسط” نشرته منذ أيام، على رفض السعي الروسي في جنوب سوريا إلى ضم “رجال الكرامة” مع مختلف الفصائل المسلحة والمعارضة تحت جناح موسكو، عبر هيكلية تدعى “الفيلق”، موضحاً أن الجانب الروسي حاول استقطاب الحركة تحت لواء العمل العسكري، إلا أنها “رفضت بشكل قاطع الانضواء تحت أية راية لها مصالح سياسية واقتصادية في سوريا”، وقال قائد الحركة إنها “لا تقبل وضع سلاحها وتشكيلها العسكري تحت أي أجندة”.