أكد القائد العام لحركة “رجال الكرامة” في محافظة السويداء “يحيى الحجار”، على التمسك بـ”موقف وطني”، من اﻷحداث السورية، قائم على رفض التقسيم ورفض ممارسات نظام اﻷسد، مع اﻹبقاء على قنوات تواصل معه، من أجل حماية حقوق أبناء المحافظة.
وقال “الحجار” في حديث لصحيفة “الشرق اﻷوسط” السعودية، نشرته أمس الاثنين، إن موقف الحركة منذ تأسيسها قبل تسع سنوات “لم يتغير على خريطة الأطراف المتصارعة في سوريا”.
وكانت الحركة قد نشأت في 2013 بهدف منع نظام اﻷسد من تجنيد الشبان الدروز ورفض مشاركتهم في الحرب على الشعب السوري، كما خاضت فيما بعد مواجهات مع “تنظيم الدولة” واصطدمت مع النظام وقواته اﻷمنية.
وأكد “الحجار” وجود قنوات تواصل مع نظام اﻷسد، موضحاً أن الحركة لها “هدف واضح ومعلن”، من تلك الاتصالات وهو “إطلاق سراح المعتقلين ومتابعة قضايا المظلومين”، ومضيفاً أنها “لم تنشأ بحثاً عن نفوذ، ولكنها حركة عسكرية مستقلة لرد الظلم عن أبناء الطائفة الدرزية في السويداء”.
ويقيم “الحجار” في بلدة “شنيرة” بريف السويداء الجنوبي، حيث يحيط به مقاتلوا “رجال الكرامة” التي أسسها “وحيد البلعوس”، مع انحسار وتراجع سلطة نظام اﻷسد وقواته اﻷمنية.
وأشار قائد الحركة إلى “التزام النهج الوطني السوري الجامع والعمق العربي ورفض خيارات الدويلات الطائفية”، مؤكداً على وضوح الموقف الرافض للمشاريع الفيدرالية أو القائمة على تقسيم الجنوب السوري بالاعتماد على المجموعات والتشكيلات المحلية في المنطقة.
واعتبر أن دور “رجال الكرامة” هو الدفاع عن السويداء من أي اعتداء، وأنه “دفاع عن كل سوريا”، وعن وحدتها، “فالمشاريع الضيقة والطائفية لن تمر، ونعمل على التماسك الأهلي بين السوريين كافة للتصدي لمشاريع التقسيم التي تريد تمزيق الشعب السوري”.
وتؤيد الحركة الاحتجاجات التي تشهدها محافظة السويداء، من حين ﻵخر، حيث يوضح “الحجار” أنها تقف مع المطالب الشعبية في السويداء وتدعمها، وأن أبناء المحافظة “يتحلون بالوطنية والوعي الكافي وملتزمون بطرح الرئاسة الروحية للطائفة، ممثلة بالشيخ حكمت الهجري بأن يكون أي احتجاج بعيداً عن التخريب، وأن على الجميع احترام ما يحفظ حق التظاهر والمتظاهرين ولا يمس بالممتلكات العامة للشعب”.
رفض مشروع روسيا ومخدرات حزب الله
أكد “الحجار” على رفض السعي الروسي في جنوب سوريا إلى ضم مختلف الفصائل المسلحة والمعارضة تحت جناح موسكو، عبر هيكلية تدعى “الفيلق”، موضحاً أن الجانب الروسي حاول استقطاب الحركة تحت لواء العمل العسكري، إلا أن الحركة “رفضت بشكل قاطع الانضواء تحت أية راية لها مصالح سياسية واقتصادية في سوريا”.
وقال قائد الحركة إنها “لا تقبل وضع سلاحها وتشكيلها العسكري تحت أي أجندة”، لافتاً إلى أنه تم توجيه عدة مقترحات للروس، بينها ضرورة تبييض سجون النظام، وفتح معبر رسمي مع الأردن لتحسين الأوضاع الاقتصادية في المحافظة، وغيرها من المطالب التي “لم ينفذ منها أي شيء”.
وحول ملف المخدرات التي يعمل النظام وحزب الله على نشرها في السويداء والجنوب السوري، أكد قائد “رجال الكرامة” أنهم “مستمرون في تسيير دوريات لملاحقة مروجي وتجار المواد المخدرة، حيث “لا يكاد يمر يوم واحد إلا وتتم فيه ملاحقة تلك العصابات التي يتم تسليم أفرادها للقضاء السوري، كون الحركة لا تملك سجوناً، كما أن الجسم العسكري في جنوب سوريا بمفرده غير قادر على اجتثاث هذه الظاهرة لوجود عصابات وجهات منظمة ونافذة تقف خلفها”.
وشدّد على “بذل كل الجهود في هذا الحيز الجغرافي من الجنوب لمكافحة عمليات التهريب التي تحتاج إلى جهود محلية وإقليمية ودولية بعد أن تحولت سوريا من بلد مصدر للعلم والثقافة، إلى بلد مصدر للمخدرات”.
وحول فوضى وانتشار السلاح بالمنطقة وتكاثر الفصائل ومروجي المخدرات، اعتبر قائد الحركة بالسويداء، أن حالة الفوضى في الجنوب هي من مفرزات الحرب قائلاً إن “رجال الكرامة تعد رأس حربة في مواجهة هذه الفوضى”، وإن “أبناء محافظة درعا أيضاً، لم يتأخروا عن واجبهم الوطني في التصدي لإيقاف نفوذ تنظيم “الدولة” ومحاربته وطرده منها”.
وكانت مخابرات النظام قد اغتالت “أبو فهد وحيد البلعوس”، مؤسس الحركة، عبر تفجير استهدف موكبه عام 2015 في مدينة السويداء، وفقاً لما أكده ولده “فهد البلعوس“، وخلفه شقيقه “رأفت البلعوس” في قيادة الحركة، لكن ظروفه الصحية أدت لنقل القيادة إلى “الحجار”.