أعادت الحكومة التركية التأكيد على عدم اتخاذها أي قرار سلبي ضدّ السوريين، عبر محادثاتها مع نظام اﻷسد، ومحاولة تطبيع العلاقات معه، وإيجاد حل لعدة ملفات من أبرزها قضية اللاجئين، مؤكدةً على بقاء قواتها في الشمال السوري، إلى حين “القضاء على اﻹرهاب بكل أشكاله”.
وقال وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”، في تصريحات نشرتها وزارة الدفاع على موقعها الرسمي، إن أنقرة لن تتخذ أي قرار من شأنه إلحاق الضرر بالسوريين سواءً المقيمين في تركيا أو في شمال غربي سوريا، وذلك خلال اجتماع مع قادة الجيش التركي ليل الإثنين – الثلاثاء الماضي.
وحضر الاجتماع كلّ من رئيس الأركان العامة “يسار جولر”، وقائد القوات البرية العميد “موسى أفسيفر”، وقائد القوات البحرية الأدميرال “إركومان تاتلي أوغلو”، وقائد القوات الجوية الجنرال “أتيلا غولان”، كما شارك عبر الفيديو نواب الوزراء “يونس إمري، كاراوسمان أوغلو، وأواي ألباي، وألباسلان كافاكلي أوغلو، ومحسن ديري”، وقادة الجيش والوحدات.
ويُعتبر هذا التصريح الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، حيث وجه “آكار” رسالة للسوريين، نهاية كانون اﻷول الماضي، دعاهم فيها إلى الوثوق بموقف أنقرة، بعد حالة من القلق انتشرت في أوساط السوريين، عقب اجتماعه مع نظيره في نظام اﻷسد بموسكو.
وبحث الوزير التركي خلال الاجتماع اﻷخير العديد من الملفات، من بينها “مكافحة الإرهاب” وقوات “قسد” في الشمال السوري، ومسار التطبيع مع النظام، في ضوء الاجتماع الثلاثي الذي شارك فيه وزراء دفاع وأجهزة استخبارات تركيا وروسيا ونظام اﻷسد.
وحول الحديث عن مطلب النظام بسحب القوات التركية، قال “آكار”: إن “القوات المسلحة التركية تحارب الإرهاب، وليس من الأخلاقي الانسحاب إلى أماكن أخرى”، مؤكداً أن “الهدف الوحيد للقوات المسلحة التركية هو أمن الحدود ومواطنيها”، وأن تركيا “عازمة على محاربة الإرهاب، ولا ترغب في هجرة إضافية للسوريين، وتريد ضمان عودة الموجودين منهم لديها إلى ديارهم، على أن تكون عودةً طوعيةً وآمنة بعد استيفاء الشروط اللازمة”.
وأضاف “لدينا إخوة وأخوات سوريون، ونحن معاً، ولا مجال لنا لاتخاذ قرار في أي موقف من شأنه أن يضعهم في مأزق، وهذا الموقف يجب أن يعرفه الجميع ونتصرف على أساسه، نحن نتبع سياسة واضحة جداً في هذا الصدد”.
وشدد أكار على أن تركيا تحترم سيادة ووحدة أراضي دول الجوار، وأن عملياتها العسكرية في شمالي سوريا والعراق تستهدف «الإرهابيين» فقط، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال الاعتداءات الإرهابية التي تطال أمنها وأمن مواطنيها.
وأشار إلى هجوم “قسد” على معبر “أونجوبينار” التركي المقابل لـ”باب السلامة” في سوريا، يوم الجمعة، ورد قوات بلاده عليه قائلاً: “لقد فعلنا كل ما يلزم القيام به، عند الضرورة وعندما يحين الوقت، ونحن مصممون على الاستمرار في القيام بذلك في المستقبل، ولا مجال لتقديم تنازلات للإرهابيين، وسوف نواصل كفاحنا بحزم لإنهاء الإرهاب”، مشيراً إلى “القضاء على 134 إرهابياً في شمال سوريا خلال الشهر الأخير”.
ومن المنتظر أن يجتمع وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، مع نظيره في نظام اﻷسد “فيصل المقداد”، منتصف الشهر المقبل، في موسكو أو “أبو ظبي”.
وكان ممثلون عن الجالية السورية في “نيويورك” قد التقوا مع “جاويش أوغلو” يوم الجمعة الماضية، خلال زيارته للولايات المتحدة، لبحث القضية، وقال إنه جدد التأكيد في اجتماعه معهم “دعم تركيا للعملية السياسية في سوريا وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.