كشف الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” عن عودة نحو 500 ألف لاجئ سوري، حتى اليوم، إلى بلادهم، متوقعاً ارتفاع العدد بشكل كبير، في حال نجاح جهود المحادثات مع نظام اﻷسد، والتي تتضمن تأمين العودة الطوعية للاجئين والحل السياسي.
وقال “أردوغان” في كلمة ألقاها أمس اﻷربعاء خلال مؤتمر دولي عُقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، إن بلاده حولت أماكن في الشمال السوري إلى “مناطق آمنة”، وإن عدد العائدين إليها “سيزداد كلما آتت الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها تركيا منذ مدة مع روسيا وسوريا (نظام الأسد) ثمارها”.
وكان الرئيس التركي قد أعلن اﻷسبوع الماضي، عن لقاء مرتقب لوزير خارجيته “مولود جاويش أوغلو” مع نظيره في نظام اﻷسد، لبحث قضايا عودة اللاجئين السوريين، و”الجهود المشتركة” ضد قوات “قسد” في شمال سوريا، والحل السياسي المبني على قرارات مجلس اﻷمن واﻷمم المتحدة.
وتحدّث خلال كلمته أمس، عن “انتهاكات جديدة تضاف باستمرار إلى الانتهاكات الجسيمة التي تتجاهل حقوق الإنسان وحريته وكرامته في أجزاء كثيرة من العالم، من سوريا وصولاً إلى فلسطين، ومن اليمن إلى أراكان، ومن تركستان الشرقية إلى إفريقيا”.
واعتبر أن العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى الشمال السوري “تتسارع كلما تحسنت الأجواء الأمنية في شمال سوريا”، مضيفاً أن بلاده “ستستمر في أداء واجب الأخوة والجوار والإنسانية حتى يتم تهيئة بيئة سلام واستقرار وسلام في سوريا”.
كما انتقد “أردوغان” اليونان مجدّداً في تعاملها مع طالبي اللجوء، قائلاً إن أعداد المهاجرين الذين تم “إنقاذهم من شفا الموت بفضل العمليات في بحر إيجة”، بلغ 20 ألفاً خلال العام الماضي فقط، و “بالمقابل، يحظى بالتقدير أولئك الذين يتركون المهاجرين يواجهون الموت في بحر إيجة ويقومون بضربهم وسرقتهم وسلبهم وقتلهم بإغراق قواربهم عمداً”.
وعبّر الرئيس التركي عن رفضه للدعم الغربي المقدم إلى PKK و”قسد” في الشمال السوري، مشيراً إلى “تمتع إرهابيين سفكوا دماء مواطنين من الشعب التركي ونفذوا أعمالاً إرهابية استهدفت المدنيين بالحماية وذلك بذريعة أنهم طالبو لجوء سياسي”، مضيفاً أن “بعض البلدان التي نعمل معها تحت سقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو مجلس أوروبا أو الأمم المتحدة أصبحت اليوم مأوى للفارين من العدالة التركية”.
كما اعتبر أن أحداث العنف التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً كشفت عن مدى خطأ التمييز بين “إرهابي جيد وإرهابي سيئ”، في إشارة إلى احتجاجات مناصري PKK، معرباً عن أمله أن “تؤدي تلك الأحداث إلى إطلاق حقبة جديدة في مكافحة الإرهاب”، حيث أن “تركيا اتخذت موقفا حازما لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه مدت يد العون للمظلومين”.
ومضى بالقول: “احتضنا أكثر من 4 ملايين مظلوم، بينهم 3.5 ملايين سوري، فروا من مناطق الصراع.. لم ننظر إلى عقيدة أي شخص أو أصله عندما كنا نقدم المساعدة للمضطهدين الذين يحاولون التشبث بالحياة في مخيمات سوريا “.
وأشار إلى أن جرائم الكراهية مثل العنصرية الثقافية وكراهية الأجانب ومعاداة الإسلام “وصلت إلى أبعاد مروعة، لا سيما في المجتمعات الغربية”، مؤكداً أن “الحريات الأساسية لملايين المسلمين تنتهك، وتهان مقدساتهم تحت ستار حرية التعبير، وتصور معتقداتهم على أنها مصدر تهديد”.
يشار إلى أن الاجتماع التالي المرتقب بين تركيا والنظام على مستوى وزراء الخارجية من المرجح عقده في “موسكو” أو “أبو ظبي”، قبل نهاية الشهر الجاري، وفقاً لتقارير إعلامية روسية.