نشر عقيد متقاعد في قوات النظام رسالةً وجهها إلى “بشار اﻷسد”، يشكو فيها من الحالة المزرية التي يعيشها رغم أنه أمضى حياته في “خدمة الوطن”، حيث بات عاجزاً عن تأمين لقمة العيش، وسط تسلّط حواجز قوات وأمن النظام وفرضهم للإتاوات على الجميع دون استثناء.
وقال العقيد الذي لم يجرؤ على كشف هويته في رسالة نشرتها صفحة “فساد دواعش الداخل” الموالية للنظام، والتي تنشر شكاوى عسكرييه بشكل مستمر، إن “خدمة الوطن لم تشفع له”، فبعد 34 سنة من العمل في صفوف قوات النظام يتلقى راتباً تقاعدياً يبلغ 135 ألف ليرة سورية فقط، أي ما يعادل نحو 21 دولاراً أمريكياً فقط، بموجب سعر التصريف الحالي.
وأوضح في رسالته التي ذيّلها بعبارة “شعبك يموت سيدي” و”برسم السيد الرئيس”، أن هذا المبلغ البسيط لايغطّي مجرّد أجور المواصلات لأولاده الذين يدرسون في الجامعة.
كما اشتكى من اﻹذلال واﻹهانة ودفع اﻹتاوات على حواجز قوات النظام، قائلاً إنه يُضطر أحياناً للذهاب بسيارته الشاحنة الصغيرة (سوزوكي) لتبديل جرة غاز من إحدى القرى القريبة من الحدود اللبنانية، حيث ما يزال الغاز نادراً في مناطق سيطرة النظام ويتم “تهريبه” من لبنان.
وأضاف العقيد المتقاعد قائلاً: يوجد حوالي 12 حاجز أمن على الطريق، تتبع للفرقة الرابعة واﻷمن العسكري والمخابرات الجوية والجمارك وغيرها، و”الجميع يفحص دبو البنزين ويفتش السوزوكي رغم وجود مسافات قريبة بينهم.. وهذا يقول (هلأ روح بس لا تعيدها والثاني بدنا منك متلك متل غيرك والآخر يقول نحنا عدة سلطات على الحاجز بدنا من الجميع)”.
وبعد المرور على جميع الحواجز من قرية “القرنية” إلى حمص على طريق “قطينة” – تُضيف الرسالة – و”بعد عملية الإحصاء والدفع طلعنا خسرانين.. بدنا ندور على طريقة جديدة لنحصل على شوية بنزين وجرة غاز”.
ومضى الضابط السابق بالقول: “نحن نُحارَب من جميع الجهات فهل الموت هو ما تريدونه لهذا الشعب الفقير الذي بات مخنوقاً من الهواء مما تفعلون به؟ !!!!”.
عناصر قوات النظام: (شحدنا الملح)
في رسالة أخرى نشرها المصدر نفسه، قال عناصر من المتطوعين إنهم لا يجدون ما يكفيهم للطعام والشراب، وتعبئة البنزين لدراجاتهم النارية، فضلاً عن زوجاتهم وأولادهم.
وافتتح المتطوعون الذين لم يجرؤوا أيضاً على ذكر أسمائهم رسالتهم الجماعية بعبارة (والله شحدنا الملح)، مشتكين من الدوام المرهق والطعام “المقرف”، بينما يستطيع المجندون مغادرة قطعهم لقاء “التفييش” ودفع اﻷموال.
وقال العناصر إنهم لا يطمحون سوى للأكل والشرب ﻷنفسهم وﻷولادهم، داعين وزاراة الدفاع في حكومة النظام ﻷن تلتزم بالعقود التي تطوّعوا للخدمة بموجبها.
يُذكر أن مناطق سيطرة النظام باتت تعاني الأزمات على مختلف اﻷصعدة، فيما يعتاش ضباط الفرقة الرابعة ذات السطوة اﻷكبر ضمن قوات النظام على اﻹتاوات، باﻹضافة إلى ضباط المخابرات العسكرية والجوية وغيرها.