كشف تقرير لصحيفة “نيوزويك” الأمريكية الأسبوعية، عن محاولة إيران تأسيس مشروع كبير لتشكيل منظومة دفاع جوي في سوريا، تمكّنها من صدّ الغارات اﻹسرائيلية المستمرة على مواقع ميليشياتها.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته صباح اليوم اﻷربعاء، إن “المشروع الإيراني” تأسس بإرسال الكثير من المعدات والأفراد إلى الأراضي السورية، كما نقلت عن “مصدر استخباراتي أمريكي مطلع على التفاصيل” أن “إسرائيل تواصل العمل على منع ذلك”، حيث تسعى إيران لإنشاء بنية تحتية شاملة للدفاع الجوي من أجل التعامل مع الغارات اﻹسرائيلية.
وأكد المصدر أن “إسرائيل تواصل مهاجمة وإفشال المشروع”، حيث تركز الهجمات المنسوبة لإسرائيل منذ عام 2017 على “الأصول والمصالح العسكرية الإيرانية التي تهدد إسرائيل”، لكنّ إيران غيّرت استراتيجيتها خلال العامين الماضيين، عندما روّجت لنشر قدرات دفاع جوي لصالحها في الأراضي السورية، بتكلفة ملايين الدولارات.
وبحسب التقرير فإن الإيرانيين ساعدوا نظام اﻷسد في تحديث أنظمة الرادار الخاصة بهم، والتي كانت تهدف إلى كشف ومنع الغارات اﻹسرائيلية، خاصة ضد المواقع الإيرانية في البلاد، ومن الأسلحة المستخدمة في هذا الجهد صاروخ “صياد 4 ب” الإيراني، والذي كُشف النقاب عنه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في حفل حضره قادة عسكريون إيرانيون كبار.
ويوجد الصاروخ في نظام الدفاع الجوي “باقر 373″، ويقال إن مداه يزيد عن 300 كيلومتراً، وبالنظر إلى حقيقة أن البطاريات الإيرانية أقيمت على الأراضي السورية، وغالباً ما يحتفظ بها جيش النظام، أوضح المصدر أن “عناصر نظام اﻷسد معرضون للخطر نتيجة المشروع الإيراني والغارات اﻹسرائيلية عليه”.
وقال رئيس الأركان، اللواء “أفيف كوخافي”، في كانون الأول / ديسمبر الماضي في مؤتمر “العالم في أزمة: الجوانب العالمية والإقليمية” في جامعة “رايشمان”، إن “إسرائيل هاجمت قافلة على الحدود العراقية – السورية قبل أسابيع قليلة، ولم نكن نعرف جميعاً قبل أسابيع قليلة عن القافلة السورية التي كانت متجهة من العراق إلى سوريا، ولم نكن نعرف ما كان بداخلها، وذلك من بين 25 شاحنة”.
وأضاف “كوخافي”: “هذا هو المكان الذي نحتاج فيه لإرسال الطيارين، الذين يحتاجون إلى معرفة كيفية تفادي صواريخ أرض جو، حيث يتم إطلاق 40 صاروخاً أرض-جو في الذروة أثناء الطلعة الجوية، وعليهم أن يهاجموا ويضربوا ويعودوا”، مؤكداً أنه “لولا النشاط العسكري المستمر منذ سنوات عديدة، في الساحة الشمالية، لكانت نجحت الرؤية الإيرانية التي من المفترض أن تشمل مئات صواريخ أرض جو، وعشرات الآلاف من رجال الميليشيات وحزب الله”.
وكانت الغارات اﻹسرائيلية قد استهدفت مؤخراً مواقع للنظام والميليشيات اﻹيرانية قرب دمشق، فيما أكدت مصادر محلية أن الغارات ضربت صواريخ حاول الحرس الثوري إدخالها.