أجّلت السلطات اليونانية محاكمة لاجئة سورية تتهمها بالتجسس لصالح جهة غير معلومة، وبالمشاركة في غسيل اﻷموال و تهريب البشر من اﻷراضي التركية.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن رئيسة المحكمة اليونانية أمس الثلاثاء، أن اﻷخيرة أرجأت محاكمة 24 متطوعاً في المجال الإنساني بينهم اللاجئة السورية “سارة مارديني” بتهمة “التجسس” خلال عملهم التطوعي في جزيرة “ليسبوس” بوقتٍ سابق.
وتمّ تأجيل موعد المحاكمة إلى يوم الجمعة المقبل، وهو ما انتقدته جماعات حقوق الإنسان، فيما وصف البرلمان الأوروبي الإجراءات القضائية اليونانية بأنها “أكبر قضية تُجَرّم التضامن في أوروبا”، وذلك في تقرير صدر بشهر حزيران/يونيو 2021.
ومن المقرر أن يتم يوم الجمعة النظر فقط في تهم “التجسس” الموجهة ضد العاملين في المجال الإنساني، بينما “سيُنظر في قضايا غسل الأموال وتهريب البشر والاحتيال في وقت لاحق عند استكمال التحقيق”، وفقاً لرئيسة المحكمة.
ويعمل الأشخاص الموقوفون لصالح منظمة إغاثة غير حكومية تساعد المهاجرين الواصلين إلى “ليسبوس” من السواحل التركية المجاورة، وهو ما اعتبرته المحكمة بمثابة تهريب البشر.
وقالت منظمة العفو الدولية إن المتهمين يواجهون حكماً بالسجن لمدة قد تصل إلى 25 عاماً، عن جميع التهم الموجهة إليهم، حيث يقول قرار الاتهام، إن أعضاء هذه المنظمة كانوا يقدمون “مساعدة مباشرة لشبكات تنظم تهريب البشر” بين 2016 و2018، عبر الاستعلام مسبقاً عن وصولهم إلى الجزر وتنظيم استقبالهم بدون تبليغ السلطات.
وأكدت أن المحاكمة بدأت على أساس تقارير للشرطة تتضمن “أخطاء وقائعية”، موضحةً أن من تلك اﻷخطاء “مشاركة بعض المتهمين في عمليات الإنقاذ في تواريخ لم يكونوا فيها حتى في اليونان”.
ونقلت الوكالة عن الإيرلندي “شون بايندر”، وهو أحد المتهمين الرئيسيين قوله: “لقد قدّم محامو (الدفاع) حججا لا تُدحض، توضح سبب رفض الطريقة التي تجري بها هذه المحاكمة” مطالباً بـ”تطبيق القانون”.
وأوضحت “فرانس برس” أن “سارة مارديني” وشقيقتها “يسرى”، العضو في منتخب اللاجئين الأولمبي في أولمبياد 2016 و2020، واللتين “ألهمتا فيلما روائياً بعنوان “السباحتان” بثته منصة نيتفليكس”، وأثارت قصتهما اهتماماً واسعاً، حيث ظهرتا في الفيلم الذي يسرد “عبورهما المحفوف بالمخاطر إلى أوروبا في عام 2015”.
وكانت اﻷختان قد وصلتا في آب/أغسطس 2015 إلى “ليسبوس” قادمتين من السواحل التركية، و”أنقذتا 18 راكباً حين كان مركبهم يواجه صعوبة في الإبحار وقادتاه إلى الشاطئ”.
يُذكر أن “سارة” ستُحاكم غيابياً حيث كانت السلطات اليونانية قد أوقفتها مع الإيرلندي “بايندر” في آب/أغسطس 2018، قبل أن يتم الإفراج عنها بكفالة وتغادر فوراً إلى ألمانيا، ولم تتمكن بعدها من حضور المحاكمة بسبب حظر دخولها اليونان.