أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريرها الشهري حول أبرز انتهاكات حقوق الإنسان على يد “أطراف النزاع والقوى المسيطرة” في سوريا، خلال شهر كانون الأول الماضي، مؤكدةً أنَّ “إعادة العلاقة مع نظام متورط بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب هي انتهاك للقانون الدولي”.
وقال التقرير الذي نشرته الشبكة، اليوم الخميس، إنها سجَّلت مقتل 55 مدنياً، بينهم 9 أطفال وامرأتين، خلال شهر، حيث كانت “النسبة الأكبر منهم على يد جهات أخرى”، كما سُجل مقتل 3 أشخاص بسبب التعذيب، فضلاً عن وقوع ما لا يقل عن 213 حالة اعتقال تعسفي/ احتجاز بينها 8 أطفال، و4 نساء في حالات تم تسجيلها على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا خلال كانون الأول.
وكانت النسبة الأكبر من الاعتقالات على يد قوات اﻷسد في محافظات ريف دمشق ثمّ دمشق تليهما درعا.
وتؤّكد تقارير سابقة للشبكة أن عام 2022 شهد ما لا يقل عن 92 حادثة اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، 22 من هذه الهجمات كانت على يد قوات اﻷسد والقوات الروسية؛ وكانت 14 من هذه الهجمات على منشآت تعليمية (مدارس ورياض أطفال)، و6 على منشآت طبية، و7 على أماكن عبادة.
وبحسب تقرير اليوم فقد شهد كانون الأول ما لا يقل عن 4 حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، من بينها حادثة واحدة اعتداء على مكان عبادة.
وكان شهر تشرين الثاني قد سجل أعلى حصيلة لحوادث الاعتداء على المراكز الحيوية المدنية خلال عام 2022 بنسبة وصلت قرابة 21 % من الحصيلة الإجمالية المسجلة في العام، تلاه شهر نيسان بنسبة بلغت نحو 11 %.
وأكد التقرير أن كانون الأول شهد انخفاضاً نسبياً في وتيرة عمليات القصف المدفعي الذي تنفذه قوات اﻷسد على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، فيما سجل عمليات قصف متفرقة تركزت في المناطق القريبة من خط التماس مع فصائل المعارضة، وطال القصف أيضاً قرى وبلدات ريف إدلب الغربي البعيدة عن خطوط التماس.
وفي جنوب سوريا، رصدت الشبكة خروج مظاهرة في 4/ كانون الأول بمدينة السويداء، رفعت شعارات ندّدت بسوء الأحوال المعيشية، كما ردد بعض المتظاهرين شعارات طالبت برحيل النظام، واجهتها قوات الأخير بإطلاق الرصاص ما تسبب في مقتل مدني وإصابة 18 آخرين.
ورصد التقرير خروج عدة مظاهرات في مدن داعل والصنمين وجاسم شمال درعا وبلدتي تل شهاب والمزيريب غرب درعا، في الأسبوع الأخير من كانون الأول، على خلفية اعتقال قوات اﻷسد لامرأة ببلدة النعيمة.
وذكرت الشبكة أن الفرقة الرابعة التابعة إلى قوات اﻷسد استقدمت منذ بداية كانون الأول تعزيزات أمنية إلى محيط حيي “الأشرفية والشيخ مقصود” في مدينة حلب ومناطق الشهباء شمالي المدينة، الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بهدف إطباق الحصار عليها بسبب خلافات على نقل المحروقات من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة النظام، ما تسبب في ارتفاع أسعار مواد التدفئة.
وسجل التقرير أيضاً استمرار “قوات سوريا الديمقراطية” في تنفيذ هجماتها الأرضية على منطقة ريف حلب الشمالي والشرقي، دون تسجيل وقوع ضحايا مدنيين، وتعرضت المنطقة ذاتها إلى هجمات أرضية من قبل قوات النظام، تسببت بخسائر بشرية.
وأكد أن “قوات سوريا الديمقراطية” أعلنت عن إطلاق عملية أمنية تحت مسمى “صاعقة الجزيرة” بمشاركة قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا وقوات التحالف الدولي، وذلك بدعوى القضاء على خلايا تنظيم “الدولة”، واعتقلت عشرات الأشخاص “من خلايا التنظيم”، وكانت هذه القوات قد أعلنت حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال في مدينة الرقة منذ 26/ كانون الأول رداً على الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون يُعتقد أنهم يتبعون للتنظيم.
وسجل التقرير أيضاً استمرار الهجمات الأرضية التي تشنها القوات التركية وفصائل في المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني على عموم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بريف حلب الشمالي ومناطق منبج وعين العرب بريف حلب الشرقي.
وسقط ضحايا مدنيون بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة من سوريا، وتركزت تلك الحوادث في محافظة حماة، حيث بلغت حصيلة ضحايا الألغام في كانون الأول 6 مدنيين بينهم 2 طفلاً لتصبح حصيلة ضحايا القتل بسبب الألغام في عام 2022 هي 128 مدنياً بينهم 69 طفلاً و9 نساء.
يشار إلى استمرار وقوع عمليات اغتيال مدنيين على يد مسلحين “لم يتمكن التقرير من تحديد هويتهم”، في محافظات ومناطق متفرقة من سوريا، وتركزت تلك الحوادث في محافظتي درعا ودير الزور.