انتقد فريق “منسقو استجابة سوريا” الآلية الجديدة التي يجري اﻹعداد لها، من أجل إدخال المساعدات عبر الحدود نحو الشمال السوري، معتبراً أنها “تدمير جديد من المجتمع الدولي للعمل الإنساني في سوريا”.
وقال الفريق في بيان نشره على موقعه الرسمي، أمس الاثنين، إن الآلية الجديدة ستؤدي إلى “حالات فساد كثيرة واستغلال مباشر للعمليات الإنسانية في المنطقة، ولن تكون بديلاً كافياً عن المساعدات الإنسانية عبر الحدود”.
وأضاف أن “دولاً ضمن مجلس الأمن الدولي تتحرك لدعم آلية جديدة لتمويل المساعدات الإنسانية تحت مسمى إنصاف”، وهي أحد الخيارات التي طرحتها الدول في حال عدم التوصل لقرار جديد لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
وستتم إدارة التمويل من قبل شركة بريطانية، وهو ما دفع الفريق لاعتبار أن هذه الآلية الجديدة “تثبت عجز المجتمع الدولي أمام روسيا للحصول على قرار جديد لدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود”، وهي “تمهيد مباشر لعدم تجديد الآلية العابرة للحدود خلال الفترة القادمة”، كما “تُثبت تهرب المجتمع الدولي والدول المانحة من عمليات التمويل التي أعلنت عنها في مختلف الاجتماعات وأبرزها مؤتمرات بروكسل”.
وسيتم – وفقاً للآلية الجديدة – منح التمويل إلى شركة اقتصادية وليست ضمن منظمات إنسانية دولية أو وكالات الأمم المتحدة، ولفت البيان إلى أن “الشركة المذكورة ليست لديها الخبرة اللازمة في إدارة العمليات الإنسانية وسبق أن عملت في سوريا ولها العديد من الثغرات الأساسية بما فيها قضايا فساد ضخمة”.
وفي حال إقرار الآلية الجديدة فسيجري تخصيص المبلغ المعلن عنه إلى عدد محدود من المنظمات المتفق عليها، وبالتالي “تدمير عمل الكثير من المنظمات الإنسانية الأخرى العاملة في المنطقة”.
ورأى البيان أن التمويل الذي سيتم الإعلان عنه في حال التوافق على الآلية وحتى ضمن المرحلة الثانية من التمويل، لن يكون قادراً على تمويل كافة القطاعات الإنسانية بشكل صحيح.
وسيكون التمويل على مرحلتين؛ الأولى بمبلغ أولي قدره 25 مليون يورو، على أن يتم رفع المبلغ خلال المرحلة الثانية إلى 200 مليون يورو، بعكس التمويل الأممي الذي بلغت قيمته 1.21 مليار دولار خلال الفترة الواقعة بين بداية العام الماضي وحتى 30 تشرين الأول 2022.
وأكد التقرير أن الوكالات الدولية “قد تكون أكثر كفاءةً في إدارة بعض الملفات الإنسانية من المنظمات التي تقوم بتقديم طلبات الحصول على التمويل”.
وكان مجلس اﻷمن قد فشل مؤخراً في ثني روسيا عن موقفها المصرّ على استخدام الفيتو ضدّ تمديد آلية إدخال المساعدات اﻹنسانية عبر معبر “باب الهوى” شمال إدلب.