توعّدت روسيا بتنفيذ تهديداتها السابقة بتعطيل قرار تجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وإغلاق معبر “باب الهوى” اﻹنساني شمال إدلب، ما يهدّد ملايين السوريين في شمال غرب سوريا، بينما وافقت تركيا الدول الغربية في الدعوة إلى عدم قطع المساعدات.
وبدأ مجلس الأمن الدولي، أمس اﻷربعاء، جلساتٍ خاصة بمناقشة الملف السوري، أكد فيها مسؤولون أمميون على خطورة اﻷوضاع وضرورة استمرار تدفق الإغاثة.
وقال المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا”، خلال إحاطته التي قدّمها لمجلس اﻷمن إن الدعوات لمنع إغلاق معبر “باب الهوى” هي “عمليات تسييس”، متحدثاُ عن “عدم شفافية الآلية التي وُضعت من قبل الدول الغربية”، ونافياً وجود جانب إنساني.
وأضاف أن روسيا تعتبر الحديث عن نفي وجود بدائل للآلية العابرة للحدود غير مبرّر، وأنه يجب بذل الجهود من أجل إدخال المساعدات عبر خطوط التماس مع قوات النظام.
وكانت اﻷشهر الستة الماضية قد شهدت عدّة قوافل إغاثية تم إدخالها عبر “خطوط التماس” في “سراقب” بريف إدلب الشرقي قادمةً من حلب، وهو ما أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” على خطورته، ﻷنه يمنح النظام القدرة على التحكم بتلك المساعدات.
واعتبر “نيبينزيا” أن بلاده ليست بصدد معارضة “تقديم المساعدات إلى السوريين البسطاء” كما تتهمها الدول الغربية، لكنّ الوضع الإنساني القائم حالياً في سوريا، “لا يوفر سياقاً مناسباً للمناقشات عن تمديد آلية نقل المساعدات عبر الحدود”.
وتنتهي صلاحية قرار مجلس الأمن الدولي 2642 القاضي بتجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” في 10 كانون الثاني/يناير من العام المقبل 2023.
وقال “نيبينزيا” في إحاطته إن “الموقف المتحيز للدول الغربية” لم يتغير خلال نصف العام الأخير، وهي فترة التمديد الماضية، وإن “الوضع الخاص بنقل المساعدات عبر الحدود لم يصبح شفافاً على الرغم من 3 جولات من المشاورات غير الرسمية”، داعياً المجتمع الدولي “لمساعدة جميع السوريين دون أي تمييز”، في إشارة إلى زيادة الدعم اﻹغاثي لمناطق سيطرة النظام.
كما تحدّث المندوب الروسي عن عمليات “تسييس” في عمل اللجنة الدستورية، في معرض ردّه على اتهامات أمريكية لموسكو بتعطيلها، مشيداَ بجهود المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، وبزيارته الأخيرة إلى دمشق.
موقف تركي – غربي مضاد
دعت تركيا والدول الغربية إلى تجديد آلية إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى”، محذرةً من خطر إغلاقه على ملايين النازحين.
وقال المندوب الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة “فريدون سينيرلي أوغلو”، في إحاطته لمجلس اﻷمن، إنه من المهم الاستمرار في تقديم المساعدات للسوريين في ظل إطالة أمد الأزمة الإنسانية وزيادة الاحتياجات، حيث أن “آلية المساعدة عبر الحدود تعتبر بمثابة خط إنساني”.
وفي ردّ غير مباشر على الاتهامات الروسية بالتسييس، قال المندوب التركي إن “الهدف الوحيد من مواصلة العمل بالآلية هو إنقاذ حياة ملايين المحتاجين في الشمال السوري”، مؤكداً أنها “حل موثوق به لهؤلاء الأشخاص”، في إشارة لضرورة عدم تمكين النظام من التحكم بالمساعدات.
وكان مجلس الأمن قد مدّد قرار إدخال المساعدات في 12 يوليو/ تموز الماضي، عن طريق معبر “باب الهوى” على الحدود التركية لمدة 6 أشهر، لصالح نحو 4 ملايين نازح سوري شمال غرب سوريا.