قدّم ربّ أسرة سوري نموذجاً استثنائياً بتزويج ابنتيه بمهر رمزي، شمال شرقي سوريا، في ظل الضائقة المالية التي تجتاح المجتمع وخصوصاً فئة الشبان الباحثين عن الزواج.
وأشاد العديد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، بالخطوة التي أقدم عليها “إبراهيم حمد العلو”، من مدينة الحسكة حيث زوّج اثنتين من بناته، بمهر مقداره ألف ليرة سورية لكل واحدة منهما دون أية شروط.
وتبلغ قيمة الدولار الواحد ما يقرب من 7000 ليرة سورية اليوم، بينما تعاني كافة أنحاء البلاد فقراً غير مسبوق، وانتشاراً للبطالة وتدهوراً في الوضع العام.
وقال “إبراهيم”، البالغ من العمر 47 عاماً، لشبكة “رووداو” المحلية: إن “الفكرة هي تسهيل أمر الزواج، وقد دفعني الوازع الدينيّ إلى ذلك، حيث أردت تزويج ابنتي لشاب ذو خلق، دون الإكتراث لوضعه المادي”، فضلاً عن رغبته في “تشجيع الآخرين على خفض المهور، لتخفيف ثقل المطالب عن كاهل الشبان الراغبين في الزواج”.
إقرأ أيضاً: تبلغ من العمر 21 عاماً فقط.. رجل يقتل زوجته بسبب خلافات عائلية قرب دمشق
ولاقت الفكرة تأييداً من زوجته والدة الفتاتين، حيث اعتبرت أن ذلك هو “مصلحة لهما”، رغم الحالة المادية الضيقة للعائلة، حيث يعمل “إبراهيم” موظفاً حكومياً براتب يقرب من مائة ألف ليرة سورية (نحو 25 دولاراً أميركياً)، ويعيل ولدين وثلاث فتيات، إلى جانب والدته التي تعيش معهم.
من جانبها وصفت “إسراء” التي أنهت دراستها الثانوية، وتزوجت دون إقامة حفل زواج فكرة خفض المهور بـ”الجميلة”، وأكدت أنها تقبّلت ما قام به والدها حين طرح عليها ذلك، وأن هذه التجربة “لم تؤثّر” على علاقتها مع زوجها، في حين “لم تخفِ، تلقّيها العديد من الانتقادات من المجتمع النسويّ، كونهن لم يتقبلن الفكرة، لكن في المقابل أعربت عن أمنيتها بأن تعيش صديقاتها تلك التجربة السعيدة”.
وقال زوجها “زياد حسن حيايا” (21 عاماً): “لولا هذا التيسير، لم أكن لأستطيع الزواج مطلقاً في هذه الظروف الصعبة”، مبدياً رغبة أصدقائه في الظفر بـ”مَن يزوجونهم على وضعهم الحالي”.
كما دعا إلى “التخفيف من مظاهر الزواج والتكاليف وإجراءات الحفلات، و خفض المهور، وعدم المغالاة فيها، وجعل ذلك بما يتناسب مع أحوال الشباب، وخاصّة في بداية حياتهم”.
أما شقيقتها “دعاء”، والتي نالت الشهادة الثانوية، فقد “أكدت هي الأخرى عدم إجبارها على الزواج، حيث قد تزوجت بتاريخ 12 من آذار 2021، وهي الآن أمّ لطفلة”.
يُذكر أن أخا “إبراهيم” وابن عمّه، أبديا إعجابهما بالفكرة وأكدا أنهما يرغبان في تزويج بناتهما بنفس الطريقة ودون شروط.