علّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” على مقتل أحد السوريين تحت التعذيب في أقبية سجون اﻷسد، بعد توجّهه في وقت سابق من منطقة “عفرين” بريف حلب الشمالي، إلى مناطق سيطرة اﻷسد، مؤكدةً أنه لا يمكن أن يعود اللاجؤون والنازحون إليها مع بقائه في السلطة.
وقالت الشبكة في تقرير بعنوان “مناطق سيطرة النظام غير آمنة ومحكومة بعقلية الأجهزة الأمنية المتوحشة”، إن “حسن علي حسن آغا” اعتُقل لدى فرع المخابرات الجوية التابع للنظام، في نهاية تشرين الأول 2022، بعد أن ذهب من “عفرين” إلى مدينة حلب لتلقي العلاج، حيث كان يعاني من داء السكري المزمن.
وأكد التقرير أن قوات النظام قامت بابتزاز عائلة الضحية مادياً وأجبرتها على دفع مبالغ ضخمة مقابل تسليمها جثمانه، فيما ادعت مصادر من النظام أن سبب الوفاة هو ارتفاع في مستوى السكر بالدم، لكن صور الضحية تظهر تعرضه للتجويع والحرمان من الغذاء وإهمال الرعاية الصحية أثناء احتجازه في سجون اﻷسد.
وينحدر “حسن أغا” من قرية “سنارة” التابعة لناحية “شيخ حديد” بريف مدينة عفرين حيث كان يقيم فيها، ويبلغ من العمر 47 عاماً، وقد عمل في نقل الخضار بسوق الهال وهو من المكون الكردي.
وكانت عائلته قد تلقت نبأ وفاته في سجون اﻷسد بفرع الأمن الجوي بمدينة حلب، يوم الجمعة الماضية، وتم نقل جثمانه إلى مدينة عفرين من معبر “التايهة” الواصل بين مناطق سيطرة قوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” بريف منبج شرقي حلب، وتمكن أهله من استلام جثمانه أمس من المشفى العسكري في مدينة عفرين.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فقد تم نقل جثمانه من منطقة “منبج” إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني بريف مدينة “جرابلس” شرقي حلب، حيث قامت فرق تابعة للدفاع المدني السوري باستلام جثمانه ونقله إلى المشفى العسكري في “عفرين”.
وطالبت الشبكة بفتح تحقيق فوري ومستقل في “جميع حوادث الاعتقال والتعذيب التي وقعت في سجون اﻷسد، وبشكلٍ خاص هذه الحادثة الهمجية”، مشددةً على “ضرورة محاسبة كافة المتورطين فيها، بدءاً ممَّن أمر بها وحتى المُنفّذين لها، وإطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيق”.
يُذكر أن هذه الحادثة تأتي بالتزامن مع تزايد دعوات دول الجوار السوري ﻹعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بالتنسيق مع نظام اﻷسد.