قررت “الإدارة الذاتية” التابعة لقوات “قسد” في مدينة “منبج” بريف حلب الشرقي، شمالي سوريا، تعليق الدوام في المدارس والروضات والمعاهد لمدة عشرة أيام، بسبب انتشار “الإنفلونزا”.
وقالت لجنة التربية التابعة للإدارة الذاتية بـ”منبج”، في بيان نشرته وكالة “نورث برس” المقرّبة من قوات “قسد”، إنها علقت الدوام في المدارس العامة والخاصة والروضات والمعاهد، اعتباراً من تاريخ اليوم الثلاثاء الموافق لـ 20 كانون الأول/ ديسمبر الجاري إلى التاسع والعشرين من الشهر ذاته.
وكانت اﻹدارة قد اتخذت قراراً مشابهاً يوم السبت الفائت، في كلّ من مدينتي الرقة والطبقة بريفها الغربي، وسط أنباء غير مؤكدة عن وقوع حالات وفاة بسبب “اﻹنفلونزا”.
وذكرت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس اﻷول اﻷحد وفاة طفلة في بلدة “جزرة البوحميد”، غربي دير الزور، جراء “مرض تنفسي ناجم عن فيروس مجهول الطبيعة”.
وترفض “اﻹدارة الذاتية” أو الجهات الصحية التابعة لها التعليق على تلك اﻷنباء، وسط انتشار كبير لوبائي “الكوليرا” ومتحول “أوميكرون” لفيروس “كورونا”.
وذكر موقع “ديرالزور24” أمس، أن الفيروس تسبب بوفاة 6 أطفال حتى اليوم، في محافظة دير الزور شرقي البلاد.
وينتشر فيروس “الإنفلونزا” (كريب) بكثرة في اﻵونة اﻷخيرة بمناطق شمال شرقي الفرات، ويؤدي إلى إصابات حادة لحقت بعدد غير معروف من الأشخاص.
ونقلت الوكالة عن “مصدر طبي في مشفى الأطفال بالرقة”، أنهم استقبلوا الكثير من حالات “الكريب الحاد” منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، لافتاً إلى أنهم لم يسجلوا أي وفيات في المشفى باستثناء تحويل 4 حالات إلى العناية المشددة عانت من ضيق تنفس منذ أسبوعين.
وحول أعراض إصابة “اﻹنفلونزا” قال المصدر إنها تشابه أعراض “الكريب العادي”، لكنّ “هذا يتميز بتسببه للخمول والوهن العام وعدم القدرة على المشي”.
ويأتي ذلك فيما تُواصل المنظمات المعنية تحذيرها من تبعات انتشار “الكوليرا” السريع في شرق الفرات وعموم سوريا، وإمكانية تحوله لوباء عالمي.
وقالت “منتديات المنظمات غير الحكومية”، التي تمثل أكثر من 150 منظمة إنسانية، في بيان الشهر الماضي، إنها قلقة من تداعيات ذلك، داعية إلى “وصول إمدادات وموظفي الإغاثة الإنسانية بلا قيود لمواجهة تفشي المرض، ولجميع الاحتياجات الإنسانية في سوريا”.
وحذّرت من القيود طويلة الأمد على وصول المساعدات إلى شرق الفرات، والمناطق الخارجة عن سيطرة النظام من منشآت الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية العاملة في شمال شرق سوريا، حيث “تكافح لمواجهة مرض يمكن أن ينتشر بسرعة في المناطق التي تشهد ضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي”.
وقال أحد عمال الإغاثة: “هناك عائلات بأكملها تمرض، والمراكز الصحية مكتظة، والناس يرقدون على الأرض”، مضيفاً في إشارة إلى الأيام الأولى لجائحة كوفيد 19: “إحدى المرات، تأخرت الإمدادات الطبية التي وُعدنا بها لعام كامل، ما يعني أنه عند وصولها يتبقّى لها شهر واحد من تاريخ انتهاء الصلاحية”.
وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن النظام يعرقل ما يُعرف بالمساعدات عبر الخطوط، نحو الأراضي غير الخاضعة لسيطرته في شمال شرق وشمال غرب سوريا.