يُصادف 17 من كانون الأول ذكرى وفاة الشاعر والعالم الصوفي “جلال الدين الرومي” الملقب بـ “سلطان العارفين”، حيث يُعتبر من أبرز أعلام التصوف الفلسفي في التاريخ الإسلامي.
وتشهد الفترة من 7 وحتى 17 كانون الأول من كل عام، إحياء ذكرى وفاة “الرومي” الذي يُعرف أيضاً بـ “مولانا”، ضمن فعاليات ومعارض تستقبل آلاف الزوار من داخل تركيا وخارجها.
وولد “محمد بن حسين الخطيبي البلخي” المعروف بـ “جلال الدين الرومي”، يوم 6 ربيع الأول سنة 604 هـ الموافق 30 أيلول 1207، في مدينة بلخ بأفغانستان لأسرة علمية تربطها مصاهرة بالأسرة الحاكمة في الدولة الخوارزمية.
ودرس “الرومي” العلوم الشرعية على يد والده أولاُ، ومن ثم على تلميذ والده الذي يُدعى، “برهان الدين المحقق الترمذي”، وبعد سفره إلى الشام لطلب العلم سنة 630 هـ تتلمذ على عدد من الشيوخ الذي أخذ عنهم بعض العلوم الشرعية والعقلية ومبادئ علم التصوف.
والتقى “سلطان العارفين” في حلب الشيخ “كمال الدين بن العديم”، وفي دمشق أخذ عن الشيخ “سعد الدين الحموي” والشيخ “عثمان الرومي”، وعن الفيلسوف الصوفي الشيخ “محيي الدين بن عربي” وتلميذه الشيخ “صدر الدين القونوي”.
وتنقلت أسرة “الرومي” إلى عدة مدن حتى وصلت إلى العاصمة العراقية بغداد، ومنها إلى مكة المكرمة، ومن ثم غادرت إلى ملطية في آسيا الصغرى التي كانت تُسمى آنذاك “بلاد الروم” (دولة تركيا اليوم) ثم سكنت قرمان، وانتقلت بعدها سنة 626 هـ إلى قونية التي كانت عاصمة “سلاجقة الروم”، واستقرت هناك، وجاء من خلالها تلقيب ابنها بـ “الرومي”.
وترك “جلال الدين الرومي” عدة مؤلفات تناول فيها العديد من المسائل الصوفية والفلسفية والأدبية أبرزها: “ديوان شمس الدين التبريزي”، وديوان “المنثوي”، الذي يتضمن 26 ألف بيت شعر فارسي، وتظهر فيه شخصيته الفكرية.
وتوفي “جلال الدين الرومي” في قونية يوم 5 جمادى الأخيرة سنة 672هـ الموافق 17 كانون الأول 1273، متأثراً بحمى أصابته.