زاد ري المزروعات بمياه “الصرف الصحي” في محافظة إدلب شمال غربي سوريا مؤخراً، ما أدى إلى تضرر مواسم الزيتون لدى بعض الأهالي في المنطقة، في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة انتشاراً لوباء “الكوليرا”.
وأكد أحد المزارعين في تصريح لـ “حلب اليوم” – فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته – تضرر موسم الزيتون في أرضه الواقعة شرقي معمل الغزل في مدينة إدلب.
وأوضح المزارع أن السبب يعود إلى وصول مياه “الصرف الصحي” القادمة من إحدى الأراضي بجواره إلى أشجار الزيتون، ما أدى إلى إحداث ضرر لعشرات الأشجار، في حين لم يستطع من عملية عصر الزيتون بعد هذا الأمر.
كما أشار في حديثه إلى أن مياه “الصرف الصحي” تؤثر على تملّح التربية وتدهورها وتُدمرها، فضلاً عن تأثيرها على صحة الإنسان، مُطالباً في الوقت ذاته وزارة الزراعة التابعةة لـ “حكومة الإنقاذ” العاملة في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” بإيجاد حلول لهذه المُشكلة.
من جهته، قال مزارع آخر يُلقب بـ “أبو بكر”، لـ “حلب اليوم”، إنه يستخدم مياه “الصرف الصحي” في ري أرضه، المزرعة بالخضار والفواكه، التي تقع محيط مدينة إدلب.
وعلل المزارع -–رفض الكشف عن اسمه -–استخدامه “الصرف الصحي” بعدم امتلاكه بئراً للري، مشيراً إلى أن ذلك يُكلف مبالغ مالية كبيرة، إضافة إلى عدم وجود مياه سطحية.
وكانت “حكومة الإنقاذ” أصدرت قراراً في أيلول الماضي، منعت بموجبه سقاية الأراضي الزراعية بمياه “الصرف الصحي” لكافة المحاصيل الزراعية دون استثناء.
كما شددت في قرارها حينها، على المساءلة القانونية والشرعية بحق كل مزارع يُخالف القرار، وجاء ذلك بعد تفشي مرض “الكوليرا” في المنطقة.
انتشار “الكوليرا” في شمال غرب سوريا
وفي السياق، أعلن “برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، أمس الثلاثاء، تسجيل 424 حالة جديدة يُشبته بإصابتها بمرض “الكوليرا” في شمال غربي سوريا، ما يرفع إجمالي الحالات المشتبهة إلى 23719 حالة.
ولفت البرنامج إلى ارتفاع أعداد الوفيات جراء الإصابة بـ “الكوليرا” إلى 15 حالة في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا.
والشهر الماضي، سجّلت السلطات الصحية في منطقة حارم بريف إدلب الشمالي ازدياداً ملحوظاً في أعداد الإصابات بمرض “الكوليرا”، فضلاً عن تسجيل إصابات متزايدة بفيروس “كورونا” في الآونة الأخيرة.
ولفتت فريق “منسقو استجابة سوريا” في تقريرٍ له إلى صدور تقارير تؤكد “التلوث الجرثومي لينابيع المياه نتيجة الصرف الصحي”، مطلقةً نداءً عاجلاً إلى كافة الفعاليات والمنظمات الإنسانية في المنطقة العمل على إصلاح الأضرار في المنطقة.
وأعرب الفريق عن القلق من الوضع الحالي جراء انتشار الأمراض وتأثيرها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي، حيث تواجه المنطقة أزمات وفقراً شديداً و”قد تكون العواقب أخطر بكثير فيما يخص نقص الماء والغذاء والرعاية الصحية”.