عزلت قوات من حركة أحرار الشام اﻹسلامية قيادتها، في بيان أصدرته مساء أمس الثلاثاء، على وقع خلافات داخلية بسبب عدّة ملفات، من ضمنها الموقف من “هيئة تحرير الشام”.
ووقّع على البيان كلٌ من لواء الإيمان (محافظة حماة) ولواء الخطاب (سهل الغاب)، وقوات النخبة في لواء العاديات (سهل الغاب)، ولواء الشام (دمشق)، وكتيبة الحمزة (إدلب).
وأوضح البيان أن هذا القرار جاء بعد “رفض النصيحة” و”قصر النظر الممتزج بالعناد والكبر”، وتهديد القيادة للمعترضين عليها والاستعانة بـ”أطراف وقوى أخرى، مستغلين اﻷحداث التي عصفت بالشمال”، في إشارة إلى هجوم “الهيئة” اﻷخير باتجاه ريف حلب.
وقالت الألوية والكتائب إنها مضطرة لعزل قائد الحركة “عامر الشيخ”، و”ستنزع الشرعية من القيادة الحالية التي لا تمثل أحرار الشام”، داعين بقية الفصائل والكتائب في الحركة للالتحاق بهم.
وعيّن الموقعون “يوسف الحموي” الملقب بـ “أبو سليمان” قائداً عاماً للحركة، بعد حل مجلس القيادة الحالي، فيما يعتزمون “تشكيل مجلس قيادة جديد وفق ميثاق الحركة، ومنطلقاتها”، من أجل “إعادة الحركة لمسارها القويم”.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد الخلافات داخل الحركة، حيث كانت القيادة السابقة للحركة قد أعلنت أنها “برئية” من عدّة قياديين، وذلك عبر معرفاتها الرسمية.
وكانت الحركة قد تعرّضت لهزّة عنيفة منذ اغتيال قائدها السابق “أبو عبد الله الحموي” و47 من قادة الصف اﻷول والثاني، في التفجير الغامض الذي وقع شمال إدلب، عام 2014.
ثمّ انحسرت الحركة بشكل كبير بعد هجوم “جبهة فتح الشام” (تحولت إلى هيئة تحرير الشام فيما بعد) عليها وطرها من إدلب وانتزاع سيطرتها على معبر باب الهوى.
كما أخرجت الهيئة من تبقى من أفراد الحركة بمنطقة سهل الغاب غربي حماة، عام 2019، باتجاه “عفرين” شمال حلب.
ومع ظهور “حسن صوفان” من الجناح العسكري، المعروف بقربه من “أبو محمد الجولاني”، وفرضه لقراره على قيادة الحركة السابقة المتمثلة بـ”علي جابر باشا”، ورفض الكثيرين داخل الحركة لـ”صوفان”، انتقلت “أحرار الشام” إلى مزيد من التشرذم والضعف.
يشار إلى “عامر الشيخ” الملقب بـ”أبو عبيدة”، كان قد تسلّم قيادة “حركة أحرار الشام”، مطلع عام 2021، بعد حل الخلاف بين القيادة التي سبقته، ومجموعة من المعترضين بقيادة “صوفان” والنقيب عناد درويش “أبو المنذر”.