وصلت مسؤولة أممية إلى العاصمة السورية دمشق، لبحث مسألة العقوبات الغربية، بدعوى “تأثيرها على حقوق اﻹنسان“، أمس اﻷحد، في زيارة تستمر نحو أسبوعين، تلتقي خلال مع مسؤولين من نظام اﻷسد.
وقال فريق “منسقوا استجابة سوريا”، في بيان نشره صباح اليوم، إن هذه الزيارة تأتي في إطار “عمليات التطبيع مع النظام من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة”، بحجة “بحث تأثير العقوبات الاقتصادية على التنمية”.
من جانبها ذكرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، أن مقررة الأمم المتحدة “ألينا دوهان” أجرت أمس اجتماعاً مع مسؤولين بحكومة اﻷسد، في ما يسمى “مجلس الشعب” وذلك “بعيداً عن وسائل اﻹعلام”.
وضم الاجتماع رئيس المجلس “حمودة الصباغ” ورؤساء اللجان في المجلس، كما ستكون هناك لقاءات أخرى ستجمع “دوهان” مع كل لجنة على حده، إضافة إلى لقاءات ستجمعها مع وزراء في حكومة النظام.
ويأتي ذلك بعد أيام من زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى دمشق، ولقاءه بمسؤولي النظام وعلى رأسهم “أسماء اﻷخرس” زوجة “بشار اﻷسد”، سبقتها عدة زيارات من منظمات أممية وأوروبية.
وقال “منسقوا الاستجابة” إن تلك التطورات تحدث بينما “يتناسى المجتمع الدولي الأزمات الإنسانية في شمال غربي سوريا، متجاهلاً الوضع الإنساني لملايين المدنيين بينهم 1.8 مليون نازح في مخيمات ومواقع إقامة عشوائية وخاصةً مع تزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المدنيون في المنطقة، معتبرين أن احتياج هؤلاء المدنيين هو مشاريع إغاثية فقط”.
وأكد أن “تجاهل المجتمع الدولي وتغاضيه عن العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري هو خطوات تمهيدية لتمويل الآلة العسكرية للنظام، وتمهيد غير مباشر لإيقاف الآلية الدولية لدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود”.
وكان مجلس حقوق الإنسان، قد قال في بيان أصدره يوم الجمعة الماضي، إن “دوهان” ستزور دمشق في الـ30 من الشهر الجاري و”ستولي اهتماماً خاصاً لقضاياً مثل العقوبات الثانوية، والامتثال المفرط للعقوبات وتأثيرها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحق في التنمية، كما ستحدد الممارسات الجيدة، بالإضافة إلى مبادرات وسياسات التخفيف والتأقلم”.
من جانبها أعربت “دوهان” في تصريحٍ سابق خلال اﻷسبوع الماضي عن تطلعها “للمشاركة مع الحكومة (نظام اﻷسد) وأصحاب المصلحة غير الحكوميين، بروح من الحوار والتعاون والحياد”.
وقال بيان “منسقوا استجابة سوريا”: “لم نلحظ هذه الزيارات إلى الداخل السوري وإلى مخيمات النازحين من قبل هؤلاء المسؤولين والاطلاع على احتياجاتهم الكاملة والتي تعد أبرزها العودة إلى منازلهم التي نزحوا منها سابقاً نتيجة الجرائم المرتكبة من قبل روسيا والنظام الذي يركضون خلفه للحصول على الشرعية اللازمة وليس العكس”.
وأعرب الفريق عن تخوفه من أن هذه الزيارات “ستنعكس سلباً في الفترات القادمة على كل الجهات التي تحاول اضفاء الشرعية الكاملة على النظام”، مؤكداً أن “جميع تلك المحاولات إن كانت سراً أو علناً محكوم عليها بالفشل”.
يذكر أن الزيارة ستستمر حتى الـ10 من الشهر القادم، حيث ستعقد المسؤولة اﻷممية في نهايتها مؤتمراً صحفياً للحديث عن تفاصيل زيارتها ونتائجها، كما ستقدم تقريرها النهائي عن الزيارة إلى مجلس حقوق الإنسان.