تسببت أزمة الطاقة في أوروبا وخاصةً ألمانيا، بمعاناة لدى المواطنين، ودفعتهم لتقليل الوجبات الغذائية، حيث تقف الأمهات والأسر ذات الدخل المنخفض أمام مراكز المنظمات الإغاثية، للحصول على الطعام.
وقالت شبكة “TRT WORLD” في تقريرٍ لها، أمس الثلاثاء، إن العائلات ذات العائل الوحيد تعد من بين عديد من الأسر التي تواجه تحديات، جراء الأزمة الاقتصادية التي تعصف في ألمانيا وما يُصاحبها من مستويات مرتفعة للتضخم، والتي سجلت أعلى مستوياتها منذ نحو خمسة عقود.
ونقلت الشبكة معاناة المواطنين الألمانيين بسبب أزمة الطاقة، حيث قالت إحدى المواطنات التي تقطن شرق العاصمة الألمانية برلين، إنها المعيل الوحيد لثلاثة أطفال أعمارهم سنتان وسبع وعشر سنوات، وبدأت مؤخراً بالتوافد على مركز ترفيهي لمساعدة الأطفال ضد الفقر، عدة مرات مع ابنتها الصغرى، إذ بإمكان الأم الحصول على وجبات غذاء يومية، إضافة إلى المرافق الترفيهية والتعليمية.
وأشارت إلى أنها تساعد نفسها في إدارة وضعها الحالي، وسط زيادة أسعار الطاقة التي ضربت ألمانيا، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، مبينةً أن ليست أسعار الطاقة هي التي ارتفعت، فقد ارتفعت أيضاً تكاليف الطعام والسيارات.
وأوضح مدير منظمة “Die Arche” المدعو، ” فولفغانغ بوشر”، أن المنظمة غير الحكومية تدعم أكثر من 5000 أسرة من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة في جميع أنحاء ألمانيا، ونحو 1800 أسرة في برلين 95% منهم أمهات عازبات، لافتاً إلى أن الدعم يأتي في مجالات كالاستشارات والأنشطة الترفيهية والتعليمية.
ووصف الوضع الراهن في ألمانيا بـ “الخطير”، مضيفاً: “لدينا الآن آباء يخبروننا أنهم غير قادرين على إطعام أطفالهم وجبات الطعام في أوقات الغداء، ولذا بدأوا في تجاوز وجبات الغذاء حتى يكون لديهم ما يقدمونه لهم لتناول العشاء”.
كما أشارت مهندسة ألمانية تعيش في برلين إلى أنها تدفع نحو 90 يورو للتدفئة والكهرباء شهرياً، حيث جرى تحذيرهم من أن هذا قد يتضاعف شهرياً لنفس المقدار من الاستخدام، ما دفعهم لجلب المزيد من الملابس، إضافة إلى مزيد من المصابيح الموفرة للطاقة.
أزمة الطاقة لم تعصف بألمانيا فقط، بل سبق وأن صرح وزير الاقتصاد الإيطالي، “دانييلي فرانكو”، بأن صافي تكاليف واردات الطاقة الإيطالية سيقترب من 100 مليار يورو العام الجاري، ما يقضي على صافي الفائض في المبادلات مع بقية أنحاء العالم الذي سجلته البلاد في السنوات الأخيرة.
وكانت روسيا قطعت في وقتٍ سابق تدفق الغاز الطبيعي على العديد من الدول الأوروبية، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الكهرباء الناتجة عن الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية، وسط تخوف من أن تؤدي هذه الزيادة في تكاليف الإنتاج إلى زيادة معدل التضخم.