ينتشر البنزين اللبناني (القادم من لبنان) في “السوق السوداء” بمناطق سيطرة النظام، وسط عجزه عن تأمين المحروقات، وغلاء أسعارها، وانخفاض كمية “المخصصات” بالسعر “المدعوم” الممنوحة لسائقي السيارات، وانعكاس اﻷزمة على الواقع المعيشي اليومي.
وقد توقفت مؤخراً المدارس عن الدوام في عدة قرى بريف حماة الشرقي، بسبب نقص وارتفاع أسعار المازوت، وسبق ذلك توقّف عشرات المعامل وتسريح العمال منها في مركز المحافظة ومحيطه، والحال نفسه في باقي المحافظات، فيما تبقى إمدادات الغاز شحيحة، وساعات وصل التيار الكهربائي لا تتجاوز أحياناً الساعة الواحدة في اليوم.
ويواجه سائقو “التكسي” في مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً العاصمة دمشق وريفها والسويداء ودرعا جنوبها من أزمة في مادة “البنزين”، وباتت أسعار التوصيلات لا تُطاق، بسبب اضطرارهم لشرائه من “السوق السوداء”، التي يسيطر عليها قادة ميليشيات النظام، وفقاً لمصادر محلية.
ووصل السعر الفعلي لليتر الواحد إلى 8500 ليرة سورية (ما يقارب 2$) فيما يؤكد أحد السائقين لموقعٍ موالٍ أن حديث النظام عن “الرقابة ومتابعة السوق السوداء مجرد حبر على ورق”، حيث “أصبحت بسطات البنزين، مشهداً مألوفاً بالنسبة للمارة في الشارع العام”، وتبيع المحروقات بثلاثة أنواع (عادي – ممتاز – لبناني).
ويؤكّد الشاهد أن “ما يسمى بالممتاز هو بنزين عادي يتم خلطه من قبل التجار بمادة “النفتلين”، ووضعه في عبوة شفافة معرّضاً لأشعة الشمس؛ ليتبدل لونه من الأحمر البرتقالي إلى الأصفر، ويعرض للبيع على أنه بنزين ممتاز”، بينما يُعرض البنزين اللبناني (الأخضر) في المحال التجاريّة ضمن عبوات بشكلٍ علني رغم كونه “ممنوعاً”.
وتوجد عشرات المعابر المُعدّة للتهريب بين لبنان ومناطق سيطرة النظام، وبموافقة ضمنية منه، حيث يتم الاعتماد عليها لتبادل البضائع مع لبنان بشكل “غير رسمي” من أجل تجنّب العقوبات الغربية، وفقاً لتقارير متقاطعة.
وتؤكّد مصادر موالية للنظام أن “الفرقة الرابعة” هي من يسيطر على تلك المعابر، وتعود أموال التهريب لقيادييها بشكلٍ مباشر، كما تستولي على عائدات معابر المازوت مع مناطق سيطرة “قسد”.
وتشمل عمليات “التهريب” أيضاً الخضراوات والماشية، والخبز والسجائر ومستلزمات العمليات التجميلية، وقالت “مصادر أمنية في شرق لبنان” لصحيفة “الشرق الأوسط“، في تقرير نشرته الشهر الماضي، إن “الحدود باتت مفتوحة في أكثر من نقطة، وتوسعت عن نقاط التهريب المعروفة في شمال شرقي لبنان”.