شهدت إيران يوم أمس الجمعة مواجهات وُصفت بالدامية بين المتظاهرين وقوات اﻷمن والشرطة أدت لمقتل ضابط وعناصر من “الحرس الثوري اﻹيراني”، كما قُتل وجُرح العشرات من المحتجين الذين طردوا قوات الحكومة من 17 مخفرًا بمدينة “زاهدان” بإقليم “سيستان وبلوشستان” ذي اﻷغلبية “البلوشية” جنوب شرقي البلاد.
وقالت دائرة العلاقات العامة لفيلق القدس في جنوب شرق البلاد، إن مواجهات أمس أودت بحياة ثلاثة من عناصر “الحرس الثوري”، فيما ذكر موقع “إيران إنترناشيونال” أن قائد المخابرات في “فيلق سيستان وبلوشستان” بالحرس الثوري، قُتل يوم الجمعة.
وتعرّض 32 شخصًا آخرين للإصابة، وفقًا للمصدر نفسه، ووصف اﻷمير “رضا بهلوي” (الابن الأكبر لشاه إيران) القمع الشديد للمتظاهرين في “زاهدان” بـ “جمعة زاهدان الدموية”.
وأشار “بهلوي” إلى مقتل مواطنين من أقلية “البلوش” يوم الجمعة، حيث كتب على “تويتر”: “هذه الجرائم لن تؤدي إلا إلى تكثيف وتيرة قلب هذا النظام.. ستواصل الأمة الإيرانية الموحدة ثورتها الوطنية حتى تصل إلى إيران علمانية وحرة ومزدهرة”.
واتخذت الاحتجاجات طابعًا مناهضًا للحكم الديني لـ”المرشد اﻷعلى”، خصوصًا وأنها انطلقت بسبب مقتل امرأة اتهمت بمخالفة معايير الحشمة والحجاب الشرعي.
كما أدت سياسات الحكومة لمعدلات فقر مرتفعة بسبب التدخلات الخارجية تحت شعارات دينية، مما خلق نقمة على تيار الحُكم الشيعي؛ وفقًا لمعارضين إيرانيين.
وقد نظّم عدد من المواطنين في “زاهدان” أمس مسيرة احتجاجية ضدّ مقتل “أميني” واغتصاب فتاة تبلغ من العمر 15 عاما على يد قائد شرطة “تشابهار”، فيما أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين.
وذكرت “وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية” إصابة “أكثر من 15 شخصًا، كما قال شهود عيان إن 19 شخصًا قتلوا”، لكنّ وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس قالت إن شخصين على الأقل لقوا حتفهم وأصيب العشرات في اشتباكات أمس في إقليم “سيستان وبلوشستان”، وهو ما نفاه نائب قائد شرطة الإقليم.
وذكرت أنباء غير مؤكدة أن عدد القتلى في “زاهدان” بلغ 36 شخصًا، فيما أصيب أكثر من 50 آخرين في حملة القمع العنيفة التي شنتها قوات الأمن؛ وبعضهم من النساء والأطفال.
وعمدت السلطات إلى قطع الإنترنت في “زاهدان”، وسط أنباء عن إطلاق نار وقمع عنيف في المدينة، فيما ذكر شهود أن القوات اﻹيرانية هاجمت الناس بالأسلحة الثقيلة.
وبحسب “إيران إنترناشيونال” فإن “أجزاءً كثيرة من المدينة، بما في ذلك مركز شرطة “شراباد” و 16 مخفرًا ، لا تزال في أيدي الأهالي”، وذلك حتى ظهر اليوم السبت.