يستمر فرار الرجال والشبان من روسيا لتجنّب التجنيد الإجباري الذي فرضه الرئيس “فلاديمير بوتين” والمخاطر التي يمكن أن يواجهونها في عملية الغزو المستمرة للأراضي اﻷوكرانية.
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن النزوح الجماعي الروسي نتج عنه فرار 180 ألف شخص إلى ثلاث دول مجاورة فقط مع احتمال أن تكون الحصيلة الكاملة أعلى بكثير، وفقاً للمخابرات العسكرية البريطانية.
وقالت اﻷخيرة في إحاطتها لليوم الخميس عن الغزو الروسي لأوكرانيا، إن أعداد الأشخاص في سن التجنيد الذين غادروا البلاد منذ إعلان “التعبئة الجزئية” “تتجاوز حجم إجمالي قوة الغزو التي أرسلتها روسيا في شباط 2022”.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية عبر “تويتر”: إن “الأشخاص الأفضل حالاً والأثرى والمتعلمين أكثرهم من يحاولون مغادرة روسيا… عندما يتم حشد جنود الاحتياط، فمن المرجح أن يصبح التأثير الاقتصادي المحلي لانخفاض توافر العمالة وتسريع هجرة الأدمغة ذا أهمية متزايدة”.
وبحسب وزارة الداخلية في “كازاخستان”، فإن ما يقرب من 100 ألف روسي دخلوا البلاد منذ إعلان قرار “التعبئة الجزئية” يوم 21 من الشهر الجاري، فيما سافر آلاف الروس إلى تركيا، وهي وجهة سياحية شهيرة أصبحت الآن مركزا للمنفيين الروس الفارين من التجنيد، حيث وصلوا على متن رحلات تجارية مزدحمة خلال الأسبوع الماضي وحتى على طائرات مستأجرة.
وأدى إعلان التعبئة إلى ازدحام على حدود البلاد من قبل عشرات الآلاف من الرجال الذين يشملهم القرار بشكل مباشر، حيث تركوا زوجاتهم وأبنائهم وذهبوا لمصير مجهول، مشيرين إلى أن التجنيد يتم “بشكل جماعي”.
وقال أحد مواطني “كازخستان” للصحيفة إن مدينة “أورال” قرب الحدود مليئة بالآلاف من الشبان الروس في سن التجنيد وهم يتجولون وهواتفهم المحمولة في أيديهم ويسحبون حقائبهم.
وأضاف: “يبدون مرتبكين للغاية … وكأنهم فعلوا شيئاً غير متوقع ولا يعرفون ماذا يفعلون بعد ذلك، لا يبدون سعداء، وهم هادئون جداً جداً”.
واضطر العديد من الوافدين الجدد إلى قضاء ثلاثة أيام في طابور من السيارات على الحدود، مقارنة ببضع ساعات فقط في اليومين الأولين بعد إعلان التعبئة.
ولفت إلى إن المتطوعين نصبوا خيمة ترحيب بالقرب من محطة القطارات المركزية، حيث يقدمون للروس الواصلين حديثاً شرائح هواتف خلوية مجانية ووجبات ومياه ومشروبات ساخنة.
كما تفتح العديد من المقاهي المحلية الآن طوال الليل – بحسب الشاهد – حيث تسمح للروس بالبقاء إذا لم يكن لديهم مكان آخر يذهبون إليه، وفعلت دار السينما في المدينة الشيء نفسه، حيث تستقبل 200 شخص كل ليلة للنوم فيها، بينما ينام آخرون في المسجد المحلي.